بعد نقلهن عقب استهداف السجن.. إعادة نحو 70 سجينة سياسية إيرانية إلى "إيفين"

Thursday, 10/09/2025

أفادت بيانات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" بأن نحو 70 سجينة سياسية، كنّ قد أُودعن سجن النساء في "قرتشك" بعد الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، تمت إعادتهن إلى العنبر السادس في سجن "إيفين" مرة أخرى.

ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال"، فقد جرت عملية النقل صباح الخميس 9 أكتوبر (تشرين الأول) بواسطة عدة حافلات، وبحضور مكثّف للقوات الأمنية.

وأفادت مصادر "إيران إنترناشيونال" بأن السجينات وُزّعن على خمس غرف في العنبر السادس، فيما خُصصت الغرفة السادسة لمجموعة من النساء المتهمات في قضايا مالية، يُطلق عليهن في لغة السجن «رأي كار» (أي العاملات مقابل تخفيف العقوبة).

وقال مصدر قريب من عائلات السجينات لـ"إيران إنترناشيونال": "طالبت السجينات السياسيات المسؤولين باحترام مبدأ الفصل بين أنواع الجرائم، ونقل السجينات بتهم مالية إلى قسم آخر، لكن تم إبلاغهن بأن هؤلاء أيضًا سجينات سياسيات. تؤكد السجينات السياسيات أنهن يعرفن هؤلاء النساء منذ سنوات ويطّلعن على تفاصيل اتهاماتهن المالية".

"قرتشك" وموجة المطالبة بإغلاقه

خلال الأشهر الماضية، نُشرت تقارير عن الأوضاع اللاإنسانية في سجن قرتشك والظروف القاسية التي تعانيها السجينات هناك.

وفي تلك الفترة، توفيت كل من السجينة السياسية سمية رشيدي، والسجينتان بتهم مالية، جمیلة عزیزي وسودابه أسدی، بسبب حرمانهن من الخدمات الطبية الملائمة في قرتشك، بحسب ما أفادت "إيران إنترناشيونال".

وقد أثارت هذه الأخبار موجة واسعة من ردود الفعل بين السجينات السياسيات ونشطاء حقوق الإنسان ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وطالب كثير بالإغلاق الدائم لسجن قرتشك.

والعنبر السادس من سجن إيفين، الذي نُقلت إليه السجينات السياسيات، يعاني منذ سنوات من نقص في الحد الأدنى من مقومات الحياة الإنسانية، وتكررت التقارير حول انتشار حشرات الفراش فيه، ما جعله يتصدر الأخبار مرارًا.

وكانت وكالة "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية في النظام الإيراني، قد نفت في مايو (أيار) 2022 وجود حشرات في السجن، ووصفت إيفين بأنه "أحد أنظف السجون"، وهو ادعاء لا يتوافق مع روايات السجينات أنفسهن.

في يونيو (حزيران)، وبعد الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين، نُقلت السجينات السياسيات من قسم النساء في السجن إلى "قرتشك". ومع ذلك، لم يُعدن إلى "قسم النساء في إيفين" (مكانهن السابق)، بل إلى "العنبر السادس"، وهو قسم جديد يفتقر حاليًا إلى الحد الأدنى من المرافق.

وقد تحوّل قسم النساء في سجن إيفين خلال السنوات الأخيرة إلى رمز لمقاومة النساء ضد الاستبداد، وشهد مرارًا احتجاجات جماعية.

ردود الفعل

ونشرت نرجس محمدي، الناشطة الحقوقية والحائزة جائزة نوبل للسلام، تعليقًا عبر "إنستغرام" أشارت فيه إلى نقل السجينات السياسيات من "قرتشك" إلى "إيفين"، وكتبت: "العشرات من السجينات السياسيات السابقات، وزميلاتهن وعائلات السجينات، في مساحة "مجزرة قرتشك" شاركن عبر منصة "إكس" رواياتهن التي ملأت ذاكرتنا الجماعية بالألم، لكنها أيضًا أغنتها، وأعلنّ دعمهن الجماعي لأخواتهن السجينات".

وأضافت محمدي: "إن الدعم الإعلامي والمدني والحقوقي والنقابي، إلى جانب مقاومة النساء السجينات في قرتشك، شكّل جزءًا من جهد جماعي ومشترك. فلنرفع صوت الاحتجاج ضد الظلم الواقع على السجينات، من أجل حرية السجينات المريضات والمهددات بالإعدام".

أما سبیده قلیان، السجينة السياسية السابقة، فكتبت على منصة إكس: "نُقلت السجينات السياسيات وسجينات القضايا المالية إلى العنبر السادس من سجن إيفين، لكن باقي السجينات ما زلن محتجزات في سجن قرتشك".

وأضافت قليان: "السلطة القضائية للنظام الإيراني تفتقر إلى الشرعية وهي فاسدة من الأساس، وللأسف فإن جميع المواطنين ضحايا لهذا النظام القضائي. لا وجود للعدالة لأيّ أحد".

مزيد من الأخبار