تعطيل واسع للمدارس في إيران بسبب تفاقم تلوث الهواء وانتشار "كورونا" وتفشي "الإنفلونزا"

Friday, 12/05/2025

أعلنت السلطات المحلية في عدد من المحافظات الإيرانية، من بينها محافظة طهران، تعطيل المدارس؛ بسبب تفاقم تلوث الهواء وانتشار فيروس "كورونا" وتفشي الإنفلونزا.

وقال أمين لجنة الطوارئ الخاصة بتلوث هواء طهران، حسن عباس ‌نجاد، يوم الجمعة 5 ديسمبر (كانون الأول)، إن مدارس المرحلة الابتدائية في مدينة ومحافظة طهران- باستثناء فيروزكوه، ملارد، رباط كريم وقرجك- ستُغلق يومي السبت والأحد (6 و7 ديسمبر)، على أن تتحوّل الدراسة إلى التعليم الافتراضي.

وأضاف أن الدوائر الحكومية يمكنها، وفق تقدير مديريها، تطبيق نظام العمل عن بُعد للأمهات العاملات اللواتي لديهن أطفال في مرحلتي ما قبل المدرسة والابتدائية.

كما أعلن هذا المسؤول في محافظة طهران منع مرور الشاحنات داخل العاصمة على مدار 24 ساعة، باستثناء تلك التي تنقل المواد القابلة للتلف والوقود.

تعطيل المدارس في محافظات أخرى

وفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية، فإنه سيتم تعطيل المدارس، يوم السبت 6 ديسمبر، في محافظة البرز؛ بسبب تلوث الهواء، كما سيتم تعطيل المدارس والجامعات في تشهارمحال وبختياري، في اليوم ذاته؛ بسبب انتشار الإنفلونزا، وتعطيل جميع المدارس والجامعات والمراكز التعليمية في كردستان، بسبب تفشي الإنفلونزا أيضًا، كما سيتم تعطيل رياض الأطفال والمدارس في محافظة هرمزغان (بما فيها جزيرة كيش)، يومي السبت والأحد 6 و7 ديسمبر، بسبب انتشار الإنفلونزا.

وتشهد محافظات ومدن أخرى، مثل أصفهان، حالة مشابهة، إذ أُغلقت المدارس بسبب تفشي الإنفلونزا وتفاقم تلوث الهواء.

وكان مسؤولون صحيون إيرانيون قد أكدوا في وقت سابق انتشار الإنفلونزا بالتزامن مع زيادة حالات كورونا.

وأعلن رئيس مركز إدارة الأمراض السارية في وزارة الصحة، قباد مرادي، في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، رصد إصابات بفيروس كورونا، مضيفًا أنّ "نسبة كورونا لا تزال منخفضة، لكن المتابعة مستمرة، لأن أي عامل تنفسي يمكن أن يتحور ويسبّب مرضًا أشد خطورة".

وفي 12 نوفمبر الماضي أيضًا، قال مصدر مطّلع لـ "إيران إنترناشيونال"، إن موجة جديدة من الأمراض التنفسية، بما فيها كورونا والإنفلونزا، أدت إلى ارتفاع حالات المراجعة في مستشفيات طهران.

وتبدأ عادةً موجة الإنفلونزا الموسمية في إيران من شهر نوفمبر وتستمر حتى نهاية فبراير (شباط) من كل عام.

وهذه ليست المرة الأولى التي تُغلق فيها المدارس في إيران لأسباب مختلفة، مثل تلوث الهواء، وأزمات الطاقة أو تفشي "كورونا".

تراجع مستوى التحصيل الدراسي بسبب الإغلاقات

كان المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم في إيران، علي فرهادي، قد حذّر في وقت سابق من أنّ تعطيل المدارس بشكل متكرر يؤثر سلبًا على جودة تعلم الطلاب.

وقال، في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، في 22 مارس الماضي، إن يومًا واحدًا من تعطيل المدارس يكلف نحو ألف مليار تومان، وإن التعليم الافتراضي لا يمكن أن يكون بديلاً فعّالاً للحضور المدرسي.

وقد حذّر خبراء التعليم مرارًا، خلال السنوات الأخيرة، من تراجع مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب الإيرانيين.

وقال مسعود كبیري، عضو هيئة التدريس في معهد الأبحاث التربوية، في ديسمبر 2024، إن اثنين من كل خمسة طلاب إيرانيين يفتقرون إلى "التعلم الفعّال"، وإن 70 في المائة من طلاب المدارس الريفية للبنين لا يصلون إلى الحد الأدنى المتوقع من مستوى التعلم.

كما أكدت نائبة وزير التعليم لشؤون المرحلة الابتدائية، رضوان حكيم ‌زاده، في نوفمبر 2024، أن 40 في المائة من الطلاب يعانون "فقرًا تعليميًا"، الأمر الذي يخفّض بشكل كبير فرص نجاحهم الدراسي والمهني مستقبلاً.

وأوضحت أن الفقر التعليمي يعني أن بعض الطلاب، رغم حضورهم المدرسة، يفشلون في اكتساب المهارات الأساسية، مثل القراءة والكتابة والحساب والتحدث.

أما الأستاذ بجامعة طهران، غلام علي أفروز، فأعلن في نوفمبر من العام الماضي أن 70 في المائة فقط من الطلاب الإيرانيين الذين يدخلون الصف الأول يكملون المرحلة الثانوية.

مزيد من الأخبار