أُعلنت الحكومة الإيرانية أن الدوائر والمؤسسات الحكومية ستُعطل أعمالها يوم السبت المقبل في ما لا يقل عن 10 محافظات، بسبب العجز عن توفير الكهرباء. كما أعلن "مجلس تنسيق البنوك" أن جميع البنوك في طهران ستكون مغلقة في ذلك اليوم.

وبحسب الأخبار المنشورة حتى وقت إعداد هذا التقرير، فإن محافظات البرز، طهران، خراسان الشمالية، خراسان الجنوبية، خراسان الرضوية، خوزستان، قم، كردستان، كرمان ويزد ستكون في عطلة يوم السبت 23 أغسطس (آب).
وذكرت السلطات أن السبب الرئيسي لهذه العطلة هو موجة الحر الشديد وارتفاع درجات الحرارة، والسعي إلى الترشيد و"إدارة" استهلاك الطاقة و"المساهمة في استقرار الشبكة".
وفي بعض هذه المحافظات، جرى تقليص ساعات عمل الدوائر والمؤسسات العامة في يومي الثلاثاء والأربعاء 19 و20 أغسطس.
يذكر أنه في الأسابيع الماضية، أُغلقت بعض المحافظات الإيرانية لعدة أيام بسبب أزمة الطاقة ونقص المياه والكهرباء.
ويرى محللون أن مثل هذه القرارات تعكس نواقص هيكلية ومزمنة في مجال الإدارة وتطوير البنية التحتية، وهي مشكلة لم تتمكن إيران من تجاوزها خلال السنوات الأخيرة.
وعقب قرار الحكومة تعطيل الدوائر، اعتبر عدد من متابعي قناة "إيران إنترناشيونال" أن هذا القرار غير مجدٍ ومنحرف عن المسار، مؤكدين أن جذور أزمة الماء والكهرباء لا تعود إلى الاستهلاك اليومي للمواطنين، بل إلى سوء الإدارة والسياسات التي تنتهجها طهران.
وفي صيف العام الماضي أيضاً، أعلنت الحكومة مراراً تعطيل الدوائر في18 إلى 21 محافظة بهدف تقليل الضغط على شبكة الكهرباء.
ورغم أن الهدف المعلن من هذه الإجراءات هو تقليل استهلاك الكهرباء ومنع الانقطاعات الواسعة، إلا أن الخبراء يقولون إن هذه الأعطال لا تعدو كونها مسكنات مؤقتة، تعكس غياب التخطيط الهيكلي، بل وتزيد المشكلات تعقيداً.
وكان وزير الطاقة الإيراني عباس علي آبادي، قد صرح بأن فترة ذروة استهلاك الكهرباء قد انقضت، لكن الانقطاعات ستستمر على الأقل حتى نهاية الصيف.
من جهته، أكد مصطفى رجبي مشهدي، المدير التنفيذي لشركة "توانير"، حدوث انقطاعات للكهرباء مدتها أربع ساعات في بعض المدن.
وبرّر هذه الانقطاعات قائلاً: "خلال الأيام الأخيرة، فقدنا قسماً كبيراً من القدرة الإنتاجية لمحطات الكهرباء الكهرومائية بسبب الانخفاض الكبير في مخزون السدود، وأصبحنا نواجه قيوداً أكبر في تأمين الكهرباء".
وبحسب تقارير وسائل الإعلام المحلية وشهادات المواطنين، يُقطع الماء والكهرباء في بعض المدن الإيرانية بين 8 إلى 10 ساعات يومياً، ما أدى إلى تعطيل حياة الناس.
وهذا الانقطاع المبرمج والمنتظم للماء والكهرباء بدأ هذا العام في وقت أبكر من الأعوام السابقة، منذ مايو/أيار الماضي.