قال نائب وزير الصحة الإيراني، علي رضا رئيسي، إن أكثر من 170 ألف شخص توجهوا إلى أقسام الطوارئ منذ بداية ديسمبر بسبب مشاكل قلبية وتنفسية ناجمة عن تلوث الهواء، واصفاً الوضع بأنه "أزمة صحية عامة خطيرة ومنتشرة على نطاق واسع".
وأضاف رئيسي يوم الثلاثاء: "خلال أسبوع واحد فقط، سجّلت أقسام الطوارئ في جميع أنحاء البلاد أكثر من 170 ألف زيارة مرتبطة بالتلوث"، مشيراً إلى أن الحالات ارتفعت بنسبة تتراوح بين 20 و25 بالمئة مقارنة بالمستويات الطبيعية. وأضاف: "جاء معظم هؤلاء المرضى من 11 محافظة ذات أعلى مستويات تلوث، مما يظهر حجم الأزمة".
وأشار رئيسي إلى أن وزارة الصحة تقدر التكلفة الصحية السنوية للتلوث بحوالي 17 مليار دولار، وأن أكثر من 59 ألف شخص توفوا العام الماضي بسبب أمراض مرتبطة بجودة الهواء الرديئة.
واستناداً إلى بيانات منظمة الصحة العالمية، قال رئيسي إن معظم المدن الإيرانية تعاني من مستويات خطرة للغاية من الملوثات. وأضاف: "شهدت طهران 14 يوماً فقط من الهواء النظيف العام الماضي، وأصفهان 16 يوماً، ومشهد 28 يوماً، والأهواز يومين فقط. هذا يعني أن جزءاً كبيراً من السكان يتعرضون لهواء خطر طوال العام تقريباً".
وأوضح رئيسي أن الجسيمات الأصغر من 2.5 ميكرون "تدخل مجرى الدم بسرعة وثبت أنها تسبب السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات الجهاز التنفسي الحادة".
طهران تعاني أسوأ مستويات تلوث هواء في تاريخها الحديث، وفقاً لتقارير صحيفة "شرق"
ذكرت صحيفة "شرق" الإصلاحية أن العام الإيراني الحالي 1404 (بدأ 21 مارس 2025) يعد الأسوأ في تلوث الهواء في طهران خلال عقدين على الأقل، مع تصنيف أكثر من نصف أيام العام حتى الآن بأنها ملوثة. وكتب المحلل علي بيرحسینلو في تعليق نشر يوم الثلاثاء: "لم تشهد أي سنة سابقة هذه البيانات القاتمة".
وأشار إلى أن عدد الأيام ذات جودة الهواء "المقبولة" انخفض إلى نحو ثلث العام، في حين سجلت على الأقل أربعة أيام حتى الآن قراءات لمؤشر جودة الهواء يومياً فوق 200 — وهو مستوى يُعتبر "غير صحي للغاية".
وأضاف: "الوضع أسوأ من أي وقت مضى خلال العقدين الماضيين. لا يوجد خطة للسيطرة على مصادر التلوث. لا جهود لتجديد أساطيل الديزل، أو تحسين جودة الوقود، أو تقليل حركة المرور. وبدلاً من ذلك، قامت البلدية بتقييد الوصول إلى بيانات جودة الهواء".
واختتمت الصحيفة بالقول: "هذا ليس تفسيراً – بل هو الواقع".

