أفادت وكالة أنباء القضاء الإيراني بأن امرأة إيرانية تبلغ من العمر 25 عاماً، نجت من الإعدام بعدما وافقت أسرة زوجها الراحل على العفو عنها، رغم صدور حكم بإعدامها إثر إدانتها بقتله بعد سنوات من العنف المنزلي.
وتنحدر غُلي كوهكان من أقلية البلوش في جنوب شرق إيران، وهي منطقة تعاني الفقر والأعراف التقليدية التي تزيد من تحديات حقوق المرأة داخل الدولة الدينية.
ونشرت وكالة "ميزان" التابعة للقضاء الإيراني، الثلاثاء، مقطع فيديو يُظهر أفراداً من عائلة الزوج القتيل وهم يسجلون رسمياً قرار العفو بحضور مسؤولين قضائيين، ويوقعون الوثائق اللازمة. ويقول مسؤول قضائي محلي في الفيديو إن جميع الإجراءات القانونية لتنفيذ الحكم كانت قد اكتملت، غير أن جهود الوساطة أفضت إلى تسوية انتهت بعفو الأسرة.
وظهر والد الضحية في المقطع مؤكداً أن قرار العفو جاء بعد وساطات متعددة ومشاورات مع زوجته. وقال أحد المسؤولين إن عائلة القتيل، وبدعم مالي ومعنوي من متبرعين، تخلّت عن "حقها القانوني والشرعي"، دون توضيح قيمة المبلغ—إن وُجد—الذي دُفع للعائلة. وكانت تقارير أممية قد ذكرت سابقاً أن الأسرة اشترطت 100 مليار ريال (نحو 80 ألف دولار) لقبول العفو، وهو مبلغ يفوق قدرة كوهكان "خصوصاً كونها امرأة بلا وثائق رسمية ومرفوضة من أسرتها".
وكان خبراء الأمم المتحدة قد دعوا الأسبوع الماضي إيران إلى وقف تنفيذ حكم الإعدام، مؤكدين أن المحاكم تجاهلت نمط العنف المستمر الذي تعرضت له الشابة، ولم تُقيّم الظروف المحيطة بالجريمة.
ووفق الخبراء، أُجبرت كوهكان على الزواج من ابن عمها وهي في الثانية عشرة، وتعرضت لسنوات من الإساءة الجسدية والنفسية أثناء عملها في الزراعة، كما أنجبت طفلها الأول في المنزل وهي في الثالثة عشرة من دون أي رعاية طبية. كما فشلت محاولاتها للهروب بسبب غياب أوراق الهوية والضغط المجتمعي.
وفي مايو/أيار 2018، اعتدى زوجها عليها وعلى طفلهما البالغ خمس سنوات. وبعد تدخل أحد الأقارب، وقع شجار انتهى بمقتل الزوج، بحسب رواية الخبراء.
وأشار الخبراء إلى إعدام ما لا يقل عن 241 امرأة في إيران بين 2010 و2024، من بينهن 114 أُدنّ بالقتل، كثيرات منهن قتلن أزواجاً أو شركاء بعد سنوات من العنف الأسري أو الزواج القسري.
وتسمح القوانين الإيرانية بزواج الفتيات من سن 13، بل وأصغر بموافقة الولي والقاضي. وتقول منظمات حقوقية إن النساء والفتيات يفتقدن الحماية من العنف الأسري، ويواجهن عقبات كبيرة عند محاولة طلب الطلاق.

