ندّد عدد من السجناء السياسيين في إيران، عبر رسالة مفتوحة، بتعذيب الناشط السابق على شبكات التواصل الاجتماعي، أمير حسين موسوي، وببثّ اعترافاته القسرية، واصفين ذلك بأنه ممارسة من عصور الظلام يلجأ إليها النظام الإيراني.
وفي رسالتهم، التي نُشرت يوم السبت 11 أكتوبر (تشرين الأول)، وصف هؤلاء السجناء بثّ اعترافات موسوي عبر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بأنه استمرار لسياسة قديمة تقوم على "إهانة الإنسان وتشويه الحقيقة"، مؤكدين أنّ الآمرين والمنفذين لمثل هذا العمل يجب أن يُحالوا إلى القضاء.
وقال موقّعو الرسالة، وهم من رفاق موسوي في السجن، إنّ المحققين عمدوا إلى تحريف وتقطيع مقاطع مختارة من التحقيقات، وإعادة تركيبها لإظهار موسوي كـ "عنصر خطير ومعادٍ لأمن البلاد".
وأشاروا إلى أنّ موسوي تعرّض للضرب والإيذاء الجسدي، وظروف احتجاز قاسية ومليئة بالرعب، وفترات طويلة من الحبس الانفرادي، وغيرها من أشكال "التعذيب الأبيض"، واصفين ذلك بأنه أسلوب منسوخ من عصور الظلام تمارسه الأجهزة الأمنية والقضائية للنظام الإيراني.
وكانت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية قد بثّت مؤخرًا مقطع فيديو لاعترافات موسوي، يعترف فيه بـ "التعاون مع الموساد".
غير أنّ موسوي نفى بشكل قاطع هذه التهم، عبر رسالة له في 7 أكتوبر الجاري، مؤكدًا أنّ اعترافاته أُخذت تحت التعذيب والتهديد والضغط النفسي. وأضاف أن الفيديو الذي بُثّ صُوّر في مايو (أيار) 2025، أي قبل شهر من اندلاع الحرب، التي استمرّت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، بينما كان هو معتقلاً منذ 18 ديسمبر (كانون الأول) 2024.
ومع ذلك، حاولت السلطات الإيرانية ربط قضيته بالحرب الأخيرة مع إسرائيل، معتبرة اعتقاله جزءًا من حملة التصدي لـ "عناصر إسرائيل".
وبعد تلك الحرب، شنّ النظام الإيراني حملة اعتقالات ومحاكمات واسعة بحق عشرات المواطنين بتهم "التجسس" و"التعاون مع إسرائيل"، وقد أُعدم عدد منهم.
وأكّد السجناء السياسيون الموقّعون على الرسالة أن بثّ الاعترافات القسرية لموسوي "ليس جديدًا ولا مفاجئًا"، بل يذكّر بالأسلوب الذي استخدمه النظام الإيراني على مدى السنوات الماضية ضد "مئات الأشخاص الشرفاء الآخرين".
وجاء في جزء من الرسالة: "النظام الذي يخشى حرية التعبير يضطرّ إلى اللجوء لتقطيع وتحريف صوت المواطنين الحقيقي، وصناعة صورة مزيّفة لهم أمام كاميرات التحقيق، ليقدّم الأكاذيب في ثوب الحقيقة. لكن الحقيقة لا يمكن إخفاؤها أو طمسها".
وختم السجناء رسالتهم بوصف اعترافات موسوي بأنها "غير موثوقة"، مؤكدين "أن هذه الممارسات غير القانونية ستُلقى قريبًا في مزبلة التاريخ".
ومن بين الموقّعين: سجاد آزاده، وسيامك إبراهيمي، وسعيد أحمدي دلجو، ومطلب أحمديان، وحميد أردلان، وودود أسدي، وسجاد إيمان نجاد، ومرتضى بروين، وبهزاد بناهی، ومصطفى تاج زاده، وسعيد رضا حسيني، وحسين شنبهزاده، ومرتضى صيدي، ومحمد رضا فقيهي، وأبوالفضل قدیاني، ومحسن قشقايي، ونواب قزلباش، وبهنام مهاجر، ومحمد نجفي، وطاهر نقوي.
ويُذكر أنّ نرجس محمدي وشيرين عبادي، الفائزتين بجائزة نوبل للسلام، كانتا قد وصفتا سابقًا بثّ الاعترافات القسرية لموسوي بأنه دليل على إفلاس الأجهزة الأمنية والقضائية وخداعها للرأي العام.

