أدلى خالد مهدييف، أحد المتهمين بمحاولة قتل الصحافية والناشطة السياسية الإيرانية- الأميركية، مسيح علي‌ نجاد، باعترافات جديدة في الجلسة الرابعة من محاكمته، كما كشف عن تفاصيل جديدة حول دوره وشركائه في التخطيط لارتكاب الجريمة داخل الولايات المتحدة.

وقال مهدييف، إنه تمكن من جلب والديه وشقيقه إلى الولايات المتحدة، ومنحهم بطاقة "غرين كارد" مخصصة للجواسيس، مقابل تعاونه مع الحكومة الفيدرالية وإدلائه بشهادته.

وكشف مهدييف، في هذه الجلسة، عن تفاصيل جديدة حول دوره وشركائه في خطة اغتيال مسيح علي‌ نجاد، وقال إنه كان من المفترض أن يتلقى 160 ألف دولار مقابل تنفيذ هذه العملية، تم دفع 30 ألف دولار منها مقدما، قسمت بينه وبين بولاد عمروف، وهو أحد المتهمَين بالتآمر لاغتيال نجاد.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يُحاكم فيها متهمون في عمليات إرهابية يُنسب تنفيذها إلى النظام الإيراني علنًا داخل الولايات المتحدة.

وأضاف مهدييف، في الجلسة الرابعة لمحاكمته، أنه قد تلقى تعليمات من رفعت أمیرُوف، أحد المتهمَين في القضية، والذي تم استئجاره من قِبل النظام الإيراني، لقتل مسيح علي‌ نجاد.

كما قال مهدييف إن بولاد عمروف، المتهم الآخر في القضية، أخبره بأنه يجب قتل علي‌ نجاد بسبب "الكلام السيئ" الذي قالته عن شخص معين، لكنه لم يذكر اسم هذا الشخص.

وواصل مهدييف اعترافاته، قائلاً إنه قام بمراقبة منزل مسيح علي نجاد في بروكلين بولاية نيويورك، على مدار أيام وليالٍ عديدة، حيث التقط صورًا لمدخل المنزل والزهور والأحواض النباتية المحيطة به، ثم أرسلها إلى بولاد عمروف.

وأضاف أنه في إحدى المرات، أثناء تجواله حول المنزل، التقى مسيح علي نجاد بالصدفة.

وأكد مهدييف أنه كان يسعى إلى استخدام امرأة للضغط على جرس منزل علي نجاد، لإخراجها من المنزل حتى يتمكن هو من تنفيذ المهمة وقتلها.

ويُشار إلى أن مهدييف كان يواجه حكماً محتملاً بالسجن المؤبد، في البداية، إضافة إلى 10 سنوات، لكن بعد تعاونه مع الحكومة الفيدرالية وإدلائه بشهادته ضد متهمين آخرين، طلب المدعون العامون الآن حكمًا بالسجن لمدة 15 عامًا فقط.

ماضٍ مليء باختطاف الأشخاص و"غرين كارد" خاصة بالجواسيس

واجه مهدييف، خلال الجلسة، أسئلة صعبة بشأن ماضيه الإجرامي المليء بحوادث اختطاف الأشخاص والتآمر للقتل.

وسألت المحامية إيلينا فاست، التي تتولى الدفاع عن بولاد عمروف، ومهدييف عما إذا كان قد اعتُقل وحُكم عليه؛ بسبب جرائمه في أي دول أخرى، فأجاب مهدييف أنه ارتكب جرائم في سبع دول مختلفة، لكنه حُكم عليه فقط في الولايات المتحدة.

واعترف مهدييف في المحكمة بأنه كان قد حاول تنظيم عملية اختطاف في أوكرانيا، أثناء إدارته مطعم بيتزا يُسمى "بيبينو".

ويتضمن سجل مهدييف تهمًا متعددة مثل اختطاف الأشخاص، والابتزاز، والتآمر لقتل شخص.

ويُعد مهدييف من مواليد أذربيجان، وغادر إلى الولايات المتحدة في عام 2017، هربًا من الجماعات المعادية في بلاده.

ووفقًا له، عرض عليه أحد زعماء المافيا الروسية، الذي يُعرف باسم "فور" (Vor)، تولي إدارة فرع هذه العصابة في الولايات المتحدة. وقد صرح مهدييف بأن هدفه كان الترقي إلى منصب "فور" في هرم المافيا.

ودخل مهدييف إلى الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، ثم قدم طلبًا للجوء السياسي، مدعيًا أنه سيتعرض للتعذيب إذا عاد إلى أذربيجان.

ومع ذلك، اعترف في المحكمة بأن هذه الادعاءات كانت كاذبة، وأنه كان بالفعل ملاحقًا في أذربيجان بسبب جرائمه.

وقال مهدييف إنه بعد تعاونه مع الحكومة الأميركية، تمكنت الحكومة الأميركية من إحضار عائلته، بمن في ذلك والداه وشقيقه، إلى الولايات المتحدة ومنحهم الإقامة.

وأكد مهدييف أن الحكومة الأميركية منحت عائلته بطاقات "غرين كارد" مخصصة للجواسيس.

وفي المقابل، فإن مسيح علي نجاد لم ترَ عائلتها منذ أكثر من 15 عامًا؛ حيث سُجن شقيقها في إيران، في محاولة للضغط عليها ومنعها من الاستمرار في نشاطاتها المعارضة خارج البلاد.

وعبرت علي نجاد، التي لا يحق لها التحدث علنًا عن القضية كشاهد، في منشور على "إكس" يوم الأربعاء الماضي، عن شكرها للمسؤولين القضائيين الأميركيين، الذين عملوا على إنقاذ حياتها.

وستستمر المحكمة إلى إفادات ثلاثة شهود آخرين، ومن المتوقع أن تحضر مسيح علي نجاد، يوم الاثنين 17 مارس، لتقديم شهادتها، وستستمر المحاكمة لمدة أسبوعين.

اعترافات مهدييف السابقة

اعترف خالد مهدييف، في جلسات المحكمة السابقة، أيضا بأنه كان يعتزم قتل علي نجاد. وقال أمام هيئة المحلفين إنه كان موجودًا في عام 2022 أمام منزل علي نجاد في بروكلين. وأوضح مهدييف: "كنت هناك لأقتل الصحافية".

كما أضاف أنه كان عضوًا في المافيا الروسية واعترف بارتكاب جرائم متعددة في نيويورك وبروكلين، بما في ذلك التآمر للقتل والابتزاز.

وقال المدعون إنه تم اكتشاف 66 رصاصة بحوزة مهدييف عند اعتقاله، بما في ذلك مخزنان ممتلئان ورصاصة واحدة داخل فوهة المسدس جاهزة للإطلاق.

وأفاد أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، وهو مستشار قانوني ملحق بالسفارة الأميركية في جمهورية التشيك، والذي تعاون مع السلطات التشيكية لاعتقال بولاد عُمروف، في شهادته، بأن عمروف أعطى تعليمات إلى مهدييف لاغتيال مسيح علي‌ نجاد في نيويورك.

كما أدلى ضابط الشرطة، الذي اعتقل مهدييف في بروكلين، بشهادته في المحكمة، وأكد أن السلاح الذي وُجد بحوزته كان جاهزًا للإطلاق.

ووفقًا لمراسلة "إيران إنترناشيونال"، فإنه في اليوم الثاني من المحاكمة، شرح المدعون لهيئة المحلفين كيف استخدمت إيران على مدى السنوات الماضية كل الأدوات، بما في ذلك التهديد والضغط على عائلة مسيح علي نجاد وسجن شقيقها، ومحاولات تشويهها عبر حملات كاذبة داخل إيران وخارجها، لإسكات صوت المعارضة ضد النظام.

وأشار المدعون إلى أنه عندما لم تنجح أي من هذه الوسائل، لجأت إيران في النهاية إلى الاغتيال، ودفعت نصف مليون دولار للمافيا لتنفيذ عملية القتل.

وقال المدعون إنه إذا كان النظام الإيراني قادرًا على الذهاب إلى هذا الحد لإسكات معارض، فلا شك أنه يمكنه فعل ذلك ضد أي شخص في أميركا.

وفي وقت سابق، نشرت علي نجاد رسالة فيديو عبر حسابها بـ "إنستغرام"، في 10 مارس الجاري، قالت فيها: "غدًا ستبدأ محاكمة علنية للثلاثة الذين جندهم النظام الإيراني لقتلي.. هذه المحاكمة ليست للمجرمين الثلاثة، بل هي محاكمة لتحطيم صورة علي خامنئي وحرسه الثوري الإرهابي".

مزيد من الأخبار