مخرج إيراني معارض: فنانونا يتألقون عالميا.. رغم القمع السياسي

Friday, 03/14/2025

وصف المخرج الإيراني المعارض، محمد رسول‌ آف، الفنانين الشباب في إيران بأنهم جيل احتُجزت أجسادهم كرهائن لدى نظام طهران القمعي، لكن عقولهم حرة في مكان آخر، وينتجون أعمالاً تنتمي إلى عالم خارجي أوسع من البيئة المحاصرين فيها.

وقال رسول ‌آف، في مقابلة مع مجلة "هوليوود ريبورتر" الأميركية، في 14 مارس (آذار): "إن الفنانين والمخرجين الشباب في إيران في وضع غير مسبوق ومميز للغاية. على الرغم من أنهم مختطفون من قِبل نظام طهران، إلا أنهم يتغذون من المحتوى المنتج في جميع أنحاء العالم، والأعمال التي يبدعونها مرتبطة بالعالم الخارجي، وهو عالم أكبر بكثير من المكان المحاصرين فيه".

وأضاف رسول‌ آف، الذي غادر إلى ألمانيا العام الماضي، هربًا من حكم عليه بالسجن لمدة 8 سنوات، قائلاً: "أعتقد أن السينما العالمية والعالم بشكل عام يجب أن يدركوا أهمية وتميز هؤلاء الفنانين، وكيف أن الأعمال التي يبدعونها مختلفة وتخرج من وضع متناقض".

وعلى الرغم من مرور ما يقارب نصف قرن من هيمنة النظام الإيراني، وسيطرته على الثقافة والفن لخدمة أيديولوجيته وأغراضه، فإن الفن والثقافة الإيرانية ما زالت تنتج أعمالاً تُعرض في جميع أنحاء العالم.

وفي 3 مارس الجاري، حصل الفنانون الإيرانيون على جائزة الأوسكار الثالثة لهم، بعدما فاز فيلم الرسوم المتحركة القصير "في ظل السرو" للمخرجة شيرين سهاني وحسين ملائمي بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة قصير.

وتحدث رسول آف عن الفنانين الإيرانيين قائلاً: "إنهم يبدعون في عالم خفي وموازٍ، ويتحدون الرقابة، وهو ما يعد عملاً جريئًا بحد ذاته".

وأشار المخرج الإيراني إلى أنه على الرغم من هذه الموانع، فإن الفنانين الإيرانيين لا يسمحون لهذه الظروف بأن تؤثر على إبداعاتهم.

وأكد أنه بما أن العديد من الفنانين الإيرانيين "ليسوا سياسيين بشكل مباشر"، فإنهم لا يحظون باهتمام كبير من قِبل المهرجانات الغربية أو البلدان الأخرى، حيث تتوقع هذه المهرجانات أن يتناول المخرجون الإيرانيون الظروف التي يعملون فيها.

وأعرب رسول آف عن أسفه تجاه تجاهل هؤلاء الشباب من قِبل العالم، مؤكدًا أن الفنانين، الذين يعملون تحت رقابة النظام يتجاوزون المساحة، التي يعملون فيها، ويتجاهلون ببساطة الوضع، ويعبرون عن رغباتهم وأحلامهم واهتماماتهم الشخصية.

وأكد أن خطر الاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان موجود دائمًا بغض النظر عن البلد أو النظام الحاكم.

ومن وجهة نظره، فإن السعي وراء الديمقراطية هو صراع مستمر يحدث في كل مكان من العالم، وهناك أوجه تشابه بين إيران تحت سيطرة النظام وبين البلدان الأخرى، خاصة تلك التي تتبع "سياسات انطوائية متعجرفة".

ومع ذلك، أكد هذا المخرج الإيراني المقيم في ألمانيا: "إذا كنت كفنان متمسكًا بمبادئ مثل الإنسانية وحقوق الإنسان، فدائمًا سيكون لديك ما تقوله وسيكون لديك دافع للمشاركة في النضال. لا يهم أين توجد، لأنه دائمًا يوجد عمل يجب القيام به".

الانفصال بين الشتات والداخل الإيراني

في رده على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن الإيرانيين في الخارج يقودون حركة الاحتجاج ضد الوضع في البلاد، قال رسول‌ آف إنه من وجهة نظره، أن الإيرانيين الذين يعيشون في الخارج لا يمكنهم بالضرورة رؤية ما يحدث داخل إيران بدقة.

وأكد قائلاً: "الناس الذين في إيران لا يرغبون بالضرورة في أن يتم تمثيلهم من قِبل أولئك الذين غادروا البلاد".

وأضاف أن الإيرانيين منتشرون بشكل واسع حول العالم، دون "أن يحافظوا بالضرورة على اتصال وثيق مع وطنهم".

وأكد أن ما يوحد هذه المجموعة الكبيرة من الإيرانيين المهاجرين، بغض النظر عن مكان إقامتهم، هو "الجذور الثقافية العميقة والأسس المشتركة"، التي أصبحت "أسهل بفضل العالم الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي".

مزيد من الأخبار