أفادت منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان بأن حيدر محمدي (حسنوند)، شاب من خرم آباد، قُتل تحت التعذيب من قبل عناصر إدارة الاستخبارات الإيرانية في مدينة نهاوند بمحافظة همدان، بعد عدة ساعات من اعتقاله في خرم آباد ونقله إلى مكان الاحتجاز.
وقال أحد أفراد عائلة محمدي لـ"هنغاو": "في الساعة التاسعة صباحا، اقتحمت قوات إدارة الاستخبارات في نهاوند بالتعاون مع قوات إدارة المعلومات في خرم آباد منزل حيدر محمدي، وقاموا بضربه بشدة أمام عيون شقيقته ووالدته المسنّة، ثم تم اعتقاله".
وأضاف المصدر أن حيدر حسنوند تم نقله إلى إدارة الاستخبارات في نهاوند حيث "تعرض للتعذيب الشديد من قبل عناصر هذا الجهاز، وفي الساعة الثالثة بعد الظهر، اتصلوا بعائلتنا ليخبرونا بأن حيدر قد توفي وأنه يجب استلام جثته".
وأفادت "هنغاو" بأن تسليم جثة حيدر محمدي إلى عائلته تم أمس الخميس وهي "مليئة بعلامات التعذيب وكان من الواضح وجود كدمات على جسده، وتم منعهم من التقاط أي صور أو فيديو للجثة".
وقال أحد أقارب محمدي لـ"هنغاو" إن "سبب اعتقال حيدر محمدي كان مشادة وقعت بينه وبين عناصر إدارة الاستخبارات في طريق همدان قبل عدة أيام".
وقد شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا في حالات وفاة المعتقلين في أماكن الاحتجاز، دون أن يقدم المسؤولون العسكريون والقضائيون أي توضيحات حول هذه الحوادث.
وكانت منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان قد أفادت في السابع من سبتمبر (أيلول) 2024 أن محمد ميرموسوي، شاب من مدينة لاهیجان في محافظة جيلان، قُتل تحت التعذيب في إحدى نقاط الشرطة بمدينة لنكرود بعد اعتقاله من قبل وحدة القوات الخاصة في الشرطة الإيرانية.
وقد كتب الناشط المدني كامبیز نوروززاده بعد هذا الحادث: "في السنوات الأخيرة، ارتفعت حالات الموت في مراكز الاحتجاز والسجون بشكل مقلق".
وفي سبتمبر من العام الماضي، توفي السجين السياسي جواد روحي في مستشفى سجن نوشهر، وقد طالب ناشطون سياسيون وحقوقيون بإجراء تحقيق في ملابسات وفاته، بينما سعت السلطات إلى تبرير مقتله.
كما لا تقتصر حوادث الموت في السجون أو مراكز الاحتجاز على المواطنين الإيرانيين، حيث أصدرت وزارة الخارجية السويسرية في ديسمبر (كانون الأول) 2024 بيانًا أفادت فيه بأن السلطات الإيرانية أبلغت سفارتها في طهران عن اعتقال رجل سويسري يبلغ من العمر 64 عامًا بتهمة "التجسس"، وتوفي لاحقًا في سجن سمنان.
ومن بين الوفيات الأخرى المشبوهة للسجناء السياسيين في سجون إيران كان كاووس سيد إمامي، وهو سجين مزدوج الجنسية وأستاذ في الجامعة الإيرانية الكندية، توفي بعد أسبوعين من احتجازه في سجن إيفين، وزعمت السلطات الإيرانية أنه شنق نفسه. لكنهم منعوا إجراء تحقيق مستقل في سبب وفاته عبر دفن جثته فورًا.
وفي وقت سابق، توفي ستار بهشتي، المدون والناشط العمالي، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 تحت التعذيب في مركز شرطة الإنترنت الإيراني بسبب نزيف داخلي ناتج عن التعذيب.
وفي السنوات الأخيرة، مع تصاعد الاحتجاجات المدنية في إيران ضد قضايا مثل الحجاب والمشاكل المعيشية، سعت السلطات الإيرانية إلى نشر الرعب والخوف، وزادت من القمع أثناء الاعتقالات، واعتمدت على الاعترافات القسرية، وزادت من إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام.