بعد أن تصاعدت التحذيرات حول نقص المياه واستنفاد سعة السدود في إيران؛ أعلن عدد من مسؤولي النظام الإيراني عن احتمال "تقنين" المياه في محافظات مختلفة، وخاصة في طهران وأصفهان، خلال الأشهر القادمة.
ويتم توفير مياه محافظة طهران بشكل رئيسي من خلال هطول الأمطار، وتخزين الثلوج في المناطق العليا، والمياه الجوفية.
ومع ذلك، أدى الاستخراج المكثف للمياه الجوفية في المحافظة على مدى العقود الماضية إلى استنفاد طبقات المياه الجوفية في طهران عامًا بعد عام.
وقال أحد وظيفة، رئيس المركز الوطني للأرصاد الجوية وإدارة أزمات الجفاف، اليوم الثلاثاء 11 مارس (آذار): "واجهنا هذا العام انخفاضًا بأكثر من 40 في المائة في هطول الأمطار في محافظة طهران مقارنة بالمعدل طويل الأمد، وتشير التوقعات الجوية إلى أنه من غير المرجح تعويض هذا النقص خلال بقية العام المائي الحالي".
وفي اليوم السابق، أي في 10 مارس (آذار)، حذر المتحدث باسم صناعة المياه في وزارة الطاقة الايرانية عيسى بزرجزاده من أن هطول الأمطار في إيران منذ بداية العام المائي الحالي، أي من 22 سبتمبر (أيلول) 2024 حتى الآن، انخفض بنسبة 37 في المائة مقارنة بالمعدل طويل الأمد.
ومن حيث توزيع الأمطار، فإن 28 محافظة تقع دون المستوى الطبيعي.
وأوضح وظيفة في حديثه الأخير أنه في أفضل الأحوال، ستختتم محافظة طهران العام المائي الحالي بنقص في هطول الأمطار بنحو 30 في المائة، ومع انخفاض هطول الأمطار دون المعدل الطبيعي في المحافظة خلال السنوات الخمس الماضية، أصبحت القدرة على الصمود والتكيف مع نقص المياه أكثر صعوبة لطهران وسكانها.
وقال إنه على الأرجح، سيتم تقنين المياه في محافظة طهران خلال صيف العام المقبل.
من جهته، قال علي شريعت، الأمين العام لاتحاد صناعة المياه، في 11 مارس (آذار) إن أربعة سدود رئيسية قد خرجت من الخدمة، وبالتالي يجب أن نكون مستعدين لتقنين المياه قريبًا.
وأضاف: "في أصفهان، ومع انخفاض حجم تخزين سد زاينده رود، سيتم بالتأكيد تقنين المياه، والوضع المائي في البلاد حرج للغاية".
وحذرت شركة إدارة الموارد المائية مؤخرًا من حالة امتلاء السدود في إيران، مشيرة إلى أن نسبة الامتلاء انخفضت بنسبة 7 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى 43 في المائة فقط.
ووفقًا لهذه التقارير، فإن وضع سدود طهران أسوأ من المتوسط الوطني. ومن بين السدود الخمسة التي توفر المياه لمحافظتي طهران والبرز، فإن أربعة سدود رئيسية هي أمير كبير (كرج)، لتيان، لار، وماملو تحتوي في المتوسط على 6 في المائة فقط من المياه.
وفي محافظة خوزستان، باستثناء سدود سلسلة كارون، انخفض مستوى المياه في معظم السدود إلى أقل من 40 في المائة من سعتها.
وبدأت أجراس الخطر حول أزمة المياه والجفاف في إيران تدق منذ أكثر من 20 عامًا، في عهد حكومة محمد خاتمي، لكن السياسات الخاطئة التي اتبعتها تلك الحكومة والحكومات اللاحقة استمرت بل وتفاقمت في بعض الحالات.
وحذر العديد من الخبراء منذ ذلك الحين من عواقب التوترات المائية، مثل زيادة حدوث موجات الجفاف المتتالية، وهبوط التربة، والمخاطر الجوية مثل العواصف الترابية.