أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني في إيلام، صادق حسيني، أن الاحتفالات الرسمية لعيد النوروز في المحافظة لن تُمنح التصاريح. وذلك بينما يستعد الإيرانيون للاحتفال بعيد رأس السنة الفارسية القديمة، التي تسبق الإسلام.
وجاءت تصريحات حسيني في وقت يتزامن فيه شهر رمضان مع عيد النوروز هذا العام، وهو ما أشار إليه أثناء تأكيده على ضرورة أن تتماشى الاحتفالات مع المبادئ الدينية.
وقال حسيني أمس الخميس: "هذه الأنواع من الاحتفالات لا تتماشى مع ثقافتنا الإسلامية، ولا يمكننا التصرف ضد القيم والمبادئ الثورية والدينية".
في نفس الوقت، أشار إلى أن بعض أشكال إحياء المناسبة قد تكون ممكنة دون أن يوضح التفاصيل المحددة، وقال: "تم تخطيط برامج للتشاور مع وسائل الإعلام وقادة المجتمع لضمان أن تتم احتفالات نوروز وفقًا للقانون واللوائح والمبادئ الدينية والثورية".
ورغم أن النوروز ليس محظورًا رسميًا، إلا أن جذوره التي تعود لما قبل الإسلام كانت دائمًا نقطة جدل بين المتشددين الدينيين الذين يهيمنون على مراكز القوة الرئيسية. وغالبًا ما تشجع هذه المجموعات على تقليل الاحتفالات الفارسية التقليدية، معتبرة إياها بقايا من الماضي تمجد تاريخ الفرس قبل الإسلام.
وفي السنوات السابقة، حاولت السلطات الحد من التجمعات في المواقع التاريخية الهامة مثل برسبوليس وقبر كورش الكبير في باسارغاد، ما أدى في بعض الأحيان إلى اشتباكات مع المشاركين. كما تعرض مهرجان "شارشَنبه سوری" (احتفال القفز فوق النيران قبل رأس السنة) أيضًا لقيود متكررة.
ومع تزامن رمضان مع نوروز هذا العام، ركز المسؤولون بشكل أكبر على الالتزام الديني، مؤكدين أن الاحتفالات يجب أن تتماشى مع "القيم الإسلامية". ومع ذلك، ما تعنيه هذه التصريحات عمليًا يبقى غير واضح، حيث تواصل السلطات تشديد السيطرة على التعبيرات الثقافية التي تعتبرها غير متوافقة مع إطارها الأيديولوجي.
يُذكر أن نوروز، رأس السنة الفارسية، يعتمد على التقويم الشمسي الذي يتبع الاعتدال الربيعي ويظل ثابتًا بالنسبة للفصول. في المقابل، يتبع رمضان التقويم الهجري الإسلامي القمري، الذي يتحول بمقدار 10-11 يومًا كل عام مقارنة بالتقويم الشمسي.
ونظرًا لهذا الاختلاف، فإن رمضان ونوروز يتزامنان في بعض الأحيان فقط.
وفي العام الماضي، اختار المرشد علي خامنئي عدم إلقاء خطابه التقليدي في نوروز بمدينة مشهد بسبب التداخل مع شهر رمضان.