أثارت "الأحكام المخففة" التي أصدرها القضاء الإيراني ضد وزيرين سابقين تمت إدانتهما في قضية فساد بمليارات الدولارات انتقادات واسعة وتلميحات إلى أن "المحسوبية" أثرت في مدة العقوبات الصادرة ضدهما.
وتلقى وزير التجارة السابق رضا فاطمي أمين حكماً بالسجن لمدة عام، بينما تم الحكم على وزير الزراعة السابق جواد ساداتي نجاد بالسجن لمدة عامين، بعد أن وجدتهما المحكمة مذنبين بـ"التواطؤ في إفساد النظام الاقتصادي للبلاد".
وتتعلق التهم بقضية فساد مزعومة بمليارات الدولارات عُرفت بقضية "فساد شاي ديبش".
واعتبر العديد من وسائل الإعلام والنشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي أن المواطنين الإيرانيين العاديين والسجناء السياسيين يتعرضون لعقوبات أكثر قسوة، ونددوا بالحكم باعتباره "غير عادل".
وكتبت صحيفة "هم میهن" الإصلاحية في طهران: "باعتبارهما وزيرين سابقين، كان ينبغي أن يواجه المدانون أحكامًا أشد وليس أكثر تساهلاً".
وتعد هذه القضية واحدة من أكبر قضايا الفساد المالي في تاريخ إيران، حيث تتعلق بسوء السلوك المالي الذي بلغ نحو 3.4 مليار دولار.
وكشفت التحقيقات عن احتيال واسع النطاق، بما في ذلك تهريب الشاي على نطاق واسع، وتلاعب بالعملة، وتربح غير قانوني للعملة الأجنبية.
وذهب غلام علي إيمانا بدي، البرلماني السابق، إلى حد اتهام بعض الشخصيات الحاكمة بتدبير إقالة وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي ومساعد الرئيس للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف من الحكومة يوم الأحد، لخلق فوضى وتحويل الأنظار عن الأحكام المخففة في فضيحة "شاي ديبش".
وأشار مؤيدو الفصيل الإصلاحي داخل إيران إلى أن الوزيرين المدانين خدما في الحكومة السابقة للرئيس إبراهيم رئيسي، وهي حكومة قدمت نفسها على أنها "ثورية" ومؤمنة بالمثل العليا.
وتعد محاكمة المسؤولين الحكوميين السابقين واحدة من الحالات النادرة التي تتم فيها محاكمة شخصيات بارزة في إيران. ومع ذلك، فإن الحالات المماثلة غالبًا ما تؤدي إلى استئنافات أو تخفيضات في العقوبات تمنع تنفيذ الأحكام بشكل كامل.
والآن، يُنظر إلى الأحكام المخففة غير المعتادة على الوزيرين باعتبارها مثالًا آخر على التساهل مع المقربين من النظام.
وكان المتهم الرئيس في فضيحة "شاي ديبش" هو الرئيس التنفيذي للمجموعة الصناعية، أكبر رحيمي دار آباد، الذي تم الحكم عليه يوم الاثنين بالسجن 66 عامًا بتهم اقتصادية متعددة، وفقًا للمتحدث باسمه، بما في ذلك التهريب المنظم والاحتيال المصرفي.
وقد طُلب من رحيمي دار آباد أيضًا إعادة أكثر من ملياري يورو من تسهيلات العملة الأجنبية التي حصل عليها، ودفع غرامات مقابل شحنات الشاي المهربة.
وكان الوزيران السابقان من بين 44 فردًا تمت إدانتهم في القضية التي تضمنت مزاعم عن تورط البنك المركزي الإيراني والجمارك وعدد من الوزارات الأخرى، مما أثار قلقًا عامًا بشأن حجم الفساد الاقتصادي في إيران.
وزعمت التحقيقات أن شركة "شاي ديبش" استغلت السياسات الحكومية للحصول على كميات ضخمة من العملة الأجنبية بأسعار صرف رسمية، ثم بيعها بأسعار أعلى بكثير في السوق المفتوحة.