المفاوضات مع الإدارة الأميركية أو عدم التفاوض كانت المحور الرئيسي في الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 10 مارس (آذار)، والتي اختلفت في قراءاتها بشأن حقيقة موقف طهران من عملية التفاوض.
بعض الصحف الإصلاحية لا تزال ترى أن طهران من خلال رفضها للمفاوضات تحاول أن تخلق ظروفا مناسبة لإجراء مفاوضات حقيقية، وأن هذا الرفض يأتي بسبب "السقف العالي" للتوقعات الأميركية من هذه المفاوضات.
الصحف الأصولية في المقابل ترى أن موقف طهران مبدئ وثابت تجاه رفض المفاوضات مع الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب، ما لم يلب شروط ومطالب إيران المعروفة والمتمثلة بإنهاء التهديدات وإلغاء العقوبات وضمان اتفاق نووي دائم يكفل الامتيازات التي تنشدها طهران، وهي مطالب تقر هذه الصحف بأنها "صعبة التحقيق" من قبل الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، الذي يسعى دائما إلى أن تكون الاتفاقات التي يبرمها مع الدول الأخرى تميل فيها الكفة لصالح أميركا بشكل كبير.
صحيفة "همدلي"، التي تعد من الصحف المؤيدة للمفاوضات كونها العامل الأساسي في تجنب التصعيد والتوتر مع الولايات المتحدة الأميركية، عنونت في صفحتها الأولى بالقول: "لا يوجد سوى طريقين.. الاتفاق أو الحرب".
صحيفة "ابتكار" أشارت إلى رفض واشنطن تمديد الإعفاءات عن العراق لاستيراد الطاقة من إيران، بعد أن كان يتم تمديد هذه الاعفاءات منذ ولاية دونالد ترامب الأولى وحافظ عليه الرئيس السابق جو بايدن، وعنونت حول قرار ترامب الجديد بـ"بدء الضغوط القصوى على إيران".
صحف أخرى اهتمت بالمناورات العسكرية التي تجريها إيران مع كل من روسيا والصين، ورأت صحيفة "أرمان أمروز" أن لهذه المناورات رسائل ومخاطبين كُثّر، معربة عن أملها في أن تساعد مثل هذه التحركات على تحسين موقع إيران الدولي والإقليمي، لا أن تفاقم من الوضع وتعكر علاقاتها أكثر مع الدول الغربية والأوروبية.
صحيفة "سازندكي" أشارت إلى ما كشفت عنه منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية من تراجع غير مسبوق في معدل الأمطار، ولفتت إلى أن هذا التراجع يدق ناقوس الخطر بالنسبة للوضع المائي في إيران.
كما لفتت الصحيفة إلى أزمة السدود في طهران، حيث تراجعت نسبة المياه فيها إلى أقل من 10 في المائة، وهو ما يكشف عن وجود مشكلتين أساسيتين هما: "انعدام المياه" و"عدم سلامة" المياه لأغراض الشرب.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان ملي": خامنئي لم يرفض المفاوضات.. وإيران تنتظر رسائل ترامب المقبلة
قال الكاتب والبرلماني السابق حشمت فلاحت بيشه، في مقال له بصحيفة "آرمان ملي"، أن موقف المرشد الإيراني علي خامنئي من الرسالة التي بعث بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان "ردا دبلوماسيا"، وأن إيران ستكون بانتظار أن تكون الرسائل المقبلة من ترامب أقل حدة وأكثر واقعية من الرسالة السابقة التي امتازت بالتطاول والبعد عن الواقعية.
وأضاف الكاتب: عندما يبعث ترامب رسالة مباشرة إلى المرشد فهذا معناه أنه يدرك أن الخلاف بين إيران والولايات المتحدة لا يمكن حله إلا على مستوى المرشد نفسه، وليس على مستوى مسؤولين آخرين كرئيس الجمهورية أو وزير الخارجية.
ورأى حشمت فلاحت بيشه- الذي كان رئيسا للجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني السابق- أن رد خامنئي امتاز بـ"الدبلوماسية"، لأنه أوضح بأنه الطرف الآخر لم يكن يريد حقا حل المشكلة، وأنه يحاول إقحام ملفات أخرى ضمن الاتفاق الجديد، وذلك بأسلوب الهيمنة والاستعلاء، حسب تعبير الكاتب.
"هم ميهن": ترامب بادر بفكرة المفاوضات ليجعل من إيران طرفا معاندا ورافضا
صحيفة "هم ميهن" أجرت مقابلات مع عدد من الخبراء والمحللين السياسيين حول مستقبل المفاوضات بين إيران والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، حيث حذر هؤلاء الخبراء من خطورة إصرار طهران على رفض المفاوضات والظهور بمظهر الرافض للحلول الدبلوماسية.
الكاتب والمحلل السياسي الإصلاحي أحمد زيد آبادي قال إن سياسة رفض المفاوضات والحوار ليس لها أنصار ومؤيدون كثر على المستوى العلاقات الدولية، ولهذا تقدم ترامب بفكرة المفاوضات وطلب التفاوض مع طهران لتظهر بمظهر الطرف المعاند والرافض لهذه الفكرة التي تحظى بأهمية وتأييد دولي بشكل عام، وهو ما يسهل على الولايات المتحدة الأميركية وضع إيران في مزيد من العزلة الدولية.
الكاتب رحمن قهرمان بور قال للصحيفة أيضا إن ترامب وإدارته سيفرضون عقوبات وضغوط هائلة على إيران إذا حصل اتفاق على الأزمة الروسية الأوكرانية وتقاربت أوروبا مع أميركا، لكن في حال فشلت المفاوضات في الملف الأوكراني واستمر الوضع على ما هو عليه فمن الممكن أن يقبل ترامب باتفاق محدود مع طهران، ويقلل من الضغوط عليها.
الباحث السياسي كوروش أحمد بدوره قال للصحيفة إن إيران ليس لديها خيارات كثيرة، وأن تفعيل "آلية الزناد" خطر محدق بالبلاد، معربا عن أمله في أن تختار طهران قرار المفاوضات الحقيقية لأنه لا يمكن التعويل على المواقف والتصريحات الكلامية.
"فرهيختكان": الإصلاحيون ابتهجوا لرسالة ترامب إلى خامنئي ورأوا فيها فرصة ذهبية
قالت صحيفة "فرهيختكان" الأصولية إن الإصلاحين طربوا للرسالة التي بعث بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي حول المفاوضات النووية، ورأوا فيها "فرصة ذهبية" لطهران لحل أزمتها مع واشنطن.
الصحيفة استبعدت إمكانية نجاح مثل هذه التوقعات من قبل الإصلاحيين، وأوضحت أن المفاوضات الحقيقية تتم في المرحلة الأولى بشكل سري وبعيدا عن الأضواء، وليس من خلال الإعلان عنها مسبقا ونشر ذلك في وسائل الإعلام، معتقدة أن ما قام به ترامب يشبه أن يكون إجراء دعائيا من قبله وليس اقتراحا دبلوماسيا حقيقيا.
وأوضحت الصحيفة الأصولية أنه في الوقت الذي لم تصل الرسالة بعد ولم يعرف محتواها، فالأجدر أن تكون التحليلات عنها منطقية وبعيدة عن الفرح والانفعال، لأن ذلك يساعد على تجنب وقوع إيران في اللعبة الإعلامية والتهديدات الفارغة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.