تغيير المجتمع.. نقد الحكومة.. المفاوضات النووية.. والمناورات العسكرية

Tuesday, 12/02/2025

ناقشت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 2 ديسمبر (كانون الأول) عدداً من الملفات السياسية والاقتصادية البارزة، من بينها خطاب الرئيس في مؤتمر الأسرة، والموقف من دعم الحكومة، والتوترات النووية، إضافة إلى أزمات التلوث والجفاف.

وتداولت الصحف مقتطفات من خطاب الرئيس مسعود بزشكيان في مؤتمر الأسرة، حيث أكد أنه لا يمكن تغيير المجتمع عبر التهديد والأوامر والنواهي. وانتقدت صحيفة «آرمان امروز» الإصلاحية الخطاب، معتبرة أنه يفتقر إلى حلول عملية للمشكلات التعليمية والاجتماعية رغم طابعه الوعظي.

وفي افتتاحية صحيفة «هم‌ميهن» الإصلاحية، جاء أن المؤتمرات والخطب الرسمية لا تقدم حلولاً حقيقية لمشكلات الأسرة التي تتحمل أعباء مؤسسات أخرى مثل التعليم والإعلام والدين، والتي لا تؤدي دورها بشكل فعّال.

في المقابل، أثنت صحيفة «اقتصاد مردم» الاقتصادية على خطاب الرئيس الذي وضع أمام الرأي العام مرآة نقدية لنقائص الأسرة والمدرسة، ودعا إلى العودة إلى البساطة والصدق وبناء إنسان قادر على مواجهة الحياة.

أما صحيفة «آكاه» الأصولية، فانتقدت ما اعتبرته هجوماً إصلاحياً على الحكومة والرئيس، مؤكدة ضرورة التمييز بين النقد البنّاء وبين إضعاف الحكومة، ومحذرة من أن التقليل من السلطة التنفيذية «ليس سياسة صائبة».

وفي صحيفة «كيهان» المقربة من المرشد علي خامنئي، أشاد الكاتب سعدالله زارعي بدعم المرشد للحكومة، وبقوله إن نشر الانتقادات علناً لا يصب في مصلحة البلاد، وإن تقويض الحكومة يعطل حل المشكلات.

الملف النووي

في الشأن النووي، اعتبر أمين جمشيدزاده في مقال بصحيفة «ابتكار» الإصلاحية أن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى فرنسا تشكل فرصة لتقييم دور باريس كوسيط محتمل بين طهران والغرب، في ظل محاولاتها إحياء مفاوضات الاتفاق النووي، وتراجع فاعلية أدوات الدبلوماسية الأوروبية.

وفي «آرمان ملي»، رأى الدبلوماسي السابق سيد جلال ساداتیان أن إيران تسعى لتعزيز علاقاتها مع فرنسا للضغط على أوروبا لإعادة تقييم سياساتها تجاه طهران، خاصة مع تصاعد التوتر بينها وبين الولايات المتحدة.

البيئة والتلوث والمياه

صحيفة «إيران» الرسمية نشرت حواراً مع خبراء في مجال البيئة أكدوا فيه أن السبب الجذري لأزمة التلوث هو سياسات توزيع الغاز المفرط وتوسع شبكة النقل بشكل غير مدروس، داعين إلى تنويع مزيج الطاقة وزيادة الاستثمار في المصادر المتجددة.

ونشرت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية ملخص ندوة حول أزمة المياه، حيث رأى الخبراء أن انخفاض الأمطار والتغيرات المناخية وسوء إدارة الموارد المائية، إلى جانب الإفراط في استهلاك المياه الزراعية، ساهمت في تفاقم الأزمة التي تهدد البيئة والاقتصاد.

وفي مقابلة مع صحيفة «شرق»، أكد خبير المياه محمد درويش أن أزمة المياه «من صنع الإنسان» نتيجة الإدارة غير الفعّالة وتدمير البيئة، مشيراً إلى أن تعديل السياسات الاقتصادية وتقليل الضغط على الموارد يمكن أن يؤدي إلى تعافي الأنهار والبحيرات خلال عقد.

قضايا محلية وأمنية

أعدت صحيفة «جوان» التابعة للحرس الثوري تقريراً عن وفاة نجل نائب البرلمان عن لردكان في حادث حريق، مشيرة إلى أنه كان يعمل ساعي توصيل دون الاستفادة من نفوذ والده، الأمر الذي أثار تقدير الرأي العام، معتبرة قصته نموذجاً لـ«العيش بشرف دون امتيازات».

وفي صحيفة «قدس» الأصولية، تناول الخبراء مناورات «سهند» بمشاركة روسيا والصين، مؤكدين أهميتها في تعزيز الجاهزية العسكرية، وإرسال رسائل ردع، وتأكيد تنامي قوة «المحور الشرقي» في ظل تغيرات جيوسياسية وانحسار النفوذ الأميركي.

«هم‌ميهن»: صناديق الذهب.. ملاذ أم فخ للمستثمرين الصغار؟

وفق الصحيفة، شهدت الأيام الأخيرة ارتفاعاً حاداً في أسعار الذهب والدولار، ما دفع المستثمرين نحو صناديق الذهب في البورصة باعتبارها خياراً أقل تكلفة وأسهل تداولاً من الذهب الفعلي. لكن الخبراء يحذرون من أن هذا الاتجاه يعكس استجابة آنية للتضخم لا استراتيجية استثمارية.

وتقول الصحيفة إن معدل التضخم السنوي في نوفمبر بلغ 40.4%، ما قلّص القدرة الشرائية للأسر وأضعف قدرتها على الادخار. وتشير إلى أن صناديق الذهب عرضة لتقلبات السوق، بينما يظل الذهب الفعلي خياراً أكثر أماناً.

«فرهيختكان»: مشاريع الطاقة المتجددة بين التقدم والإشكاليات

ذكرت الصحيفة أن القدرة المركّبة للطاقة الشمسية والرياح وصلت إلى 3165 ميغاواط، مع خطط لرفعها إلى 5 آلاف ميغاواط بنهاية العام، و11 ألف ميغاواط في صيف العام المقبل.

لكن التقرير يشير إلى فجوة كبيرة بين القدرة المركّبة والإنتاج الفعلي، مع بلوغ ذروة الطلب نحو 15 ألف ميغاواط، مؤكداً أن إدارة الطلب لم تنجح بعد. كما أن نجاح المشاريع الصغيرة الداعمة للأسر الفقيرة يحتاج إلى تنسيق مستمر لضمان الاستدامة.

«جهان صنعت»: برلمان النائمين

في تقرير لصحيفة «جهان صنعت» الإصلاحية، انتُقد البرلمان بسبب تركيزه المفرط على التشريع مقابل ضعف الرقابة، وإقرار قوانين بسرعة ومن دون دراسة كافية، ما يعكس ضعف الخبرة الفنية.

وينقل التقرير عن النائب السابق كمال الدين بيرموزن أن البرلمان الحالي فشل في أداء مهامه، وتدخل في التعيينات الحكومية وسعى لسنّ قوانين غير فعّالة، مضيفاً أن أداءه المتراجع جعله «أقل فائدة من غيابه» في تحسين معيشة الناس وتعزيز العلاقات الدولية.

مزيد من الأخبار