ناقشت الصحف الإيرانية الصادرة، يوم الاثنين 1 ديسمبر (كانون الأول)، عددًا من الملفات السياسية والاقتصادية المهمة، أبرزها الوساطة الإقليمية في الملف النووي الإيراني، بالإضافة إلى تسليط الضوء على تحديات اقتصادية وبيئية في إيران، والتوترات الإقليمية والدولية.
وأشارت صحيفة "تجارت"، الصادرة عن جامعة آزاد؛ إلى زيارة نائب وزير الخارجية السعودي، سعود بن محمد الساطي، إلى طهران، وذكرت أنها تأتي في وقت حساس، فقد تلعب السعودية دورًا في الوساطة بشأن الملف النووي الإيراني، وقد تكون بداية مرحلة جديدة من الحوار الإقليمي والدولي وأكثر تأثيرًا في مسار المفاوضات النووية.
ووفق صحيفة "قدس" الأصولية، فقد أثار تزامن زيارة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ونائب وزير الخارجية السعودي، سعود بن محمد الساطي، إلى طهران، التساؤلات حول دوافعهما، في ظل غموض المفاوضات؛ حيث يُنظر إليهما كجزء من جهود سريعة لإيجاد توازن إقليمي مؤقت في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، رغم غياب رؤية سياسية طويلة الأمد.
وأكدت صحيفة "إيران" الرسمية، أن محادثات هاكان فيدان والمسؤولين الإيرانيين، شملت بحث قضايا ثنائية وإقليمية، مثل تمديد عقد الغاز والتعاون في السكك الحديدية، إضافة إلى دعم أنقرة للملف النووي الإيراني. ورغم الأجواء الإيجابية، فإن بعض الملفات الاقتصادية بقيت دون خطوات تنفيذية واضحة.
وقد اعترف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقچي، بحسب صحيفة "اقتصاد مردم" الاقتصادية المتخصصة، بتباطؤ التعاون بين إيران وتركيا في مجالات التجارة والطاقة، رغم الوعود العديدة. ورغم الاتفاقات المعلنة حول الطاقة والسكك الحديدية، يبقى التنفيذ مرهونًا بالخطوات العملية.
وعلى الصعيد الدولي، أكد خبير الشؤون الخارجية، حسن كنعاني مقدم، في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، أن ترامب استخدم منذ دخوله البيت الأبيض، سياسة خارجية تعتمد على الضغط الأقصى والحرب النفسية، مستهدفًا فنزويلا باعتبارها ساحة رئيسة للصراع.
ووفق هادي رضائي، رئيس القسم السياسي بصحيفة "آكاه" الأصولية، فإن القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة، تهيمن على السيادة الوطنية للدول المستقلة، وتستخدم قوتها العسكرية والاقتصادية لتحديد مصير الأمم؛ حيث فقدت المنظمات الدولية فاعليتها، وتحول النظام العالمي إلى حكم قانون الغاب.
وفي الشأن الداخلي، وصف تقي دزاکام الصحافي بجريدة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، تصريحات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بهشتي، محمود سريع القلم، حول استبعاد الفقراء من إدارة الاقتصاد والسياسة، بالمفاجئة؛ لأنها تتعارض مع مبادئ العدالة الاجتماعية وتاريخ النضال ضد الهيمنة الطبقية.
كما أشارت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد على خامنئي، إلى أن تلك التصريحات تعبر عن تعالٍ طبقي يعارض الديمقراطية ويغفل عن قيمة الكفاءة والنزاهة في الحكم؛ فالتاريخ يظهر أن الشخص الذي مرّ بالمعاناة قد يكون أقرب لفهم العدالة والعمل من أجلها.
ومن جهة أخرى، تواجه إيران بحسب مصطفى صالح آبادي، رئيس تحرير صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، أزمة بيئية كبيرة نتيجة استخدام المازوت، وهو وقود ملوث يؤدي إلى تلوث الهواء والتربة والمياه، مما يزيد من الأمراض التنفسية والقلبية والسرطان.
وقد استطلعت صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية آراء خبراء قطاع الطاقة والنفط بشأن تلوث الهواء الناجم عن استخدام البنزين البتروكيميائي و"الريفورميت"، وأشاروا إلى أنه يحتوي على مركبات عطرية قد تكون ضارة للصحة، لكن تلوثه أقل بكثير مقارنة بالمازوت.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"خراسان": تنامي في تجارة أجهزة التعدين
كشف تحقيق أجرته صحيفة "خراسان"، التابعة للحرس الثوري، عن تصاعد خطير في تجارة أجهزة الكشف عن المعادن داخل الفضاء الإلكتروني، رغم العقوبات والملاحقات الواسعة، إذ تنتشر الإعلانات على مواقع البيع، كما لو أنها سلع عادية، فيما يقود الطمع في الدخل السريع كثيرين إلى ارتكاب سلسلة من المخالفات المتراكمة.
ووفق التحقيق فإنه "قد يصل سعر الجهاز الواحد إلى 73 مليون تومان، مع وعود بدخل شهري يتراوح بين 14 و18 مليون تومان، لكن البائعين أنفسهم يقدمون معلومات مرتبكة ومتضاربة حول استهلاك الكهرباء، والشرعية القانونية، وإمكانية كشف الأجهزة. في المقابل، تؤكد شركة توزيع الكهرباء في مشهد أن لا مزرعة تعدين قانونية واحدة في المحافظة".
وأضاف: "رغم مخاطر الغرامة المالية والتي قد تصل إلى 600 مليون تومان تشمل تكلفة الطاقة المسروقة، وتعويضات الشبكة، وجزاءات قضائية وتعزيرية، إضافة إلى مصادرة الجهاز وإتلافه، تستمر السوق السوداء في خداع الباحثين عن الربح السريع، لتقودهم من أحلام الثراء إلى خسائر مدمرة".
"دنياي اقتصاد": تراكم الأزمات يكشف فشل الحكومة في سبعة مجالات
أشار تقرير صحيفة "دنياي اقتصاد" الأصولية، إلى أن "الحكومة الإيرانية تواجه أزمات متراكمة في مجالات متعددة، مثل الطاقة والميزانية والسياسة الخارجية، دون إجراء إصلاحات فعالة؛ حيث أدى التأخير في تنفيذ السياسات إلى زيادة التكاليف الاجتماعية والاقتصادية. كما ساهمت المخاطر الإقليمية والضبابية السياسية في تعزيز توجه الحكومة نحو الحذر والمحافظة".
وأشار التقرير إلى أن "تعديل أسعار البنزين كان مثالاً على ضعف الإرادة السياسية واتخاذ قرارات غير حاسمة، مما يعكس تباطؤ الإصلاحات. أدى هذا التأخير إلى تكبد المجتمع تكاليف مرتفعة؛ حيث أصبحت الإجراءات التي كان يجب تنفيذها قبل عشر سنوات أكثر تكلفة اقتصاديًا واجتماعيًا اليوم".
ويخلص التقرير إلى أن "استمرار هذه النمطية في صنع القرار يفاقم الأزمات ويزيد من فقدان الثقة العامة. ويؤكد خبراء أن أي محاولة إصلاحية حقيقية تتطلب إرادة سياسية قوية، قرارات شجاعة وحزمة إصلاحية شاملة تشمل تحرير الاقتصاد، رفع القيود، ومعالجة العجز المالي للدولة، وإلا فإن تراكم الأزمات سيستمر ويزداد تعقيدًا يومًا بعد آخر".
"مردم سالاري": إيران على شفير جائحة إنفلونزا
في حوار إلى صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية، أوضح أخصائي رعاية الجهاز التنفسي للأطفال، روح الله شیرزادي، أن أهم علامة للإصابة بفيروس الإنفلونزا هي الحمى المفاجئة والعالية، بالإضافة إلى الأعراض الأخرى مثل آلام الجسم، الإرهاق، آلام العضلات، الصداع، والغثيان. كما أشار إلى أن السعال الجاف والمزعج قد يستمر لعدة أيام، وقد يتطور المرض في بعض الحالات إلى مشاكل رئوية تتطلب العلاج في المستشفى.
وشدد شیرزادي على "أهمية التشخيص المبكر وبدء العلاج المناسب، وضرورة تلقي لقاح الوقاية من الإنفلونزا؛ حيث يساعد في تقليل شدة المرض، ولذلك هو أكثر أهمية للأشخاص الذين يعانون أمراضًا مزمنة، وكبار السن، والأطفال دون سن التاسعة".
وفي الختام أوصى: "بتجنب الاتصال المباشر مع المرضى خلال الأيام الأولى من ظهور الأعراض؛ حيث يكون الفيروس أكثر قابلية للانتقال. كما نصح بضرورة توفير التغذية السليمة للطفل، وشرب السوائل بكثرة، والراحة التامة، بالإضافة إلى الاهتمام بمراقبة درجة الحرارة وتطبيق الإجراءات الصحية بشكل دقيق".

