سلطت الصحف الإيرانية الصادرة، يوم الأربعاء 3 ديسمبر (كانون الأول)، الضوء على تصريحات رئيس البرلمان، وجمود الملف النووي، والتقارب مع السعودية، وتعزيز التعاون بين أعضاء منظمة شانغهاي، مما يدفع نحو تحالفات جديدة.
وتداولت الصحف خطاب رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، بمناسبة يوم البرلمان؛ حيث تحدث عن حرب الـ 12 يومًا، وقانون الحجاب، والاستجوابات، والاقتصاد وغيرها، وأكد أن نظام "فلترة الإنترنت" الحالي غير فعّال ويضعف الأمن السيبراني، لكنه اعترف بأن إلغاءه الكامل يتطلب إطارًا حكوميًا دقيقًا لضمان السيادة الرقمية.
وبحسب صحيفة "خراسان" التابعة للحرس الثوري الإيراني، فإن هذه التصريحات تعكس اتساع الفجوة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وتكشف عن ميل متزايد داخل البرلمان لاعتماد خطاب أكثر صرامة تجاه الأداء الحكومي.
ونصح رئيس تحرير صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، محمد جواد روح، رئيس البرلمان بالتركيز على تحسين الأداء، بدلاً من انتقاد الحكومة والتطلع إلى منصب الرئاسة، لأن البرلمان الحالي هو صاحب المسؤولية الكبرى عن الخلل في إدارة البلاد، وليس الحكومة.
وفيما يخص الملف النووي، تؤكد صحيفة "آرمان امروز" الإصلاحية أن المساعي الروسية لإحياء الحوار بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لا تزال بروتوكولية دون اختراق حقيقي؛ بسبب عجز المفتشين عن زيارة مواقع نووية رئيسة، واشتراط إيران وضع آليات جديدة تراعي الأضرار البيئية قبل التعاون.
ووصف الدبلوماسي السابق، قاسم محب علي، في حوار إلى صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، الوضع التفاوضي مع الغرب بالطريق المسدود الذي يحتاج لمبادرات جديدة، ويشترط اتفاقًا مع الوكالة الذرية، وتقريرًا إيجابيًا منها كشرط أساسي لأي تقدم.
وفي مقابلة مع وسائل إعلام عُمانية، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، استمرار انفتاح طهران على الحوار بشروط تضمن الاتفاق العادل، مؤكدًا أن إيران كانت قريبة من اتفاق قبل أن تفرض واشنطن شروطًا مستحيلة.
وفي الشأن الإقليمي، ترى صحيفة "أفكار" الإصلاحية، أن النهج الأخوي بين إيران والسعودية، رغم التحديات، حقق توازنًا يخدم الاستقرار والتنمية المشتركة مدفوعًا بعوامل جيوسياسية خارجية.
فيما تصف صحيفة "اتراك" زيارة المسؤول السعودي بأنها جزء من مبادرة دبلوماسية إقليمية لاحتواء التوتر الأميركي الإيراني، رغم طبيعة المواجهة الهيكلية التي تعقد الوساطة. ويفسر الخبراء في صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، الزيارات الدبلوماسية الأخيرة إلى طهران كنتيجة للضغوط الإسرائيلية والتغيرات في موازين القوى الإقليمية، والتي خلقت فرصة لتعاون ثلاثي محتمل بين إيران وتركيا والسعودية.
وأشارت صحيفة "اسكناس" الاقتصادية إلى أن مناورات "سهند 2025" المشتركة لمكافحة الإرهاب، تمثّل نقلة نوعية في التعاون الأمني الدفاعي بين أعضاء "منظمة شانغهاي"، حيث تؤكد على الدور المحوري لإيران ويُعزز مكانة المنظمة في صياغة نظام أمني دولي متعدد الأقطاب.
وكتب المحلل السياسي، حسن هانی زاده، مقالاً في صحيفة "جام جم"، جاء فيه: "إن المناورات تمثل تحولاً استراتيجيًا نحو تعاون أمني شرقي لمواجهة الإرهاب، وتبرز إيران كطرف رئيس بسبب خبرتها الميدانية، حيث تساهم في بناء هيكل أمني إقليمي مستقل يعزز الأمن الجماعي".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"إيران": خطاب عاطفي آخر بلا خطة واضحة لدمج المعاقين
انتقد تقرير صحيفة "إيران" الرسمية، خطاب الرئيس، مسعود بزشكيان، بمناسبة يوم المعاقين، لأنه لم يقدم حلولاً ملموسة للمشكلات المزمنة، التي تواجه هذه الفئة، رغم لغته الإنسانية؛ حيث أعاد التأكيد على عبارات عامة حول الاعتماد على الشعب وتحويل المشكلات إلى فرص، دون إعلان برامج محددة أو جداول تنفيذ واضحة.
وأضاف التقرير أن "حديث بزشكيان بشكل مطول عن دور المشاركة الشعبية في الحرب الأخيرة، رابطًا صمود المجتمع بقدرة الدولة على حل المشكلات، لكنه لم يوضح كيفية ترجمة هذه المقاربة على أرض الواقع والقضاء على عقبات مشاركة المعاقين اجتماعيًا. والواقع أن غياب الإطار التشريعي القوي، والميزانيات المستدامة لا يزال يمثل العقبة الكبرى".
وتابع: "عكست قصص العطاء الشعبي، التي سردها الرئيس الإيراني، جانبًا مؤثرًا، لكنها لا تعوّض غياب سياسات إصلاح شاملة وضمانات حقوقية لهذه الفئة. وبذلك يبقى الاحتفال مناسبة رمزية أخرى، بينما ينتظر ذوو الإعاقة تنفيذ وعود طال أمدها".
"اعتماد": "الجيل زد" في حالة انفصال عن المؤسسات الرسمية
خصص الكاتب الإيراني، أمير عباس ميرزاخاني، مقاله بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية، للحديث عن فجوة "الجيل زد" العميقة مع المؤسسات التعليمية والثقافية، التي ما زالت تعمل بمنطق ما قبل العصر الرقمي، وذكر أن "هذا الجيل يعتمد على الصدق والشفافية ويرفض الأساليب الهرمية والتحكمية، مما يجعله ينظر إلى هذه المؤسسات على أنها قديمة وغير مجدية.
وأضاف:" يتجسد هذا الصراع بوضوح في النظام التعليمي؛ حيث لا تزال المناهج تركز على الحفظ والمعرفة النظرية بعيدًا عن المهارات الحياتية كالتفكير النقدي وحل المشكلات. كما أن أساليب التدريس التقليدية والإدارة غير التفاعلية تُفقِد الطالب الحماس، وتدفعه نحو مصادر التعلم غير الرسمية، مما يعمق أزمة الثقة والمشاركة".
وخلص إلى "ضرورة إصلاح النظام من جذوره عبر تحويل المناهج إلى مهارات عملية، وخلق بيئات تعلم تفاعلية تستخدم التكنولوجيا، وتمكين المعلمين ماديًا ومهنيًا ليقوموا بدور المرشد، وإلا فسوف تستمر الهوة في الاتساع بين الجيل الجديد والمؤسسات الرسمية".
"شرق": الرهان على الصين بعد تفعيل "آلية الزناد"
أكد تقرير لصحيفة "شرق" الإصلاحية، تعجل إيران في التوجه نحو الشرق كملاذ استراتيجي، بعد عودة عقوبات الأمم المتحدة وتصاعد الصراع بين أميركا والصين، لكن خبراء يرون أن الرهان على بكين مُبالغ فيه، حيث بقيت نتائج الشراكة الاستراتيجية بين إيران والصين محدودة على أرض الواقع دون استثمارات جوهرية أو دعم واضح في الأزمات الدولية.
ونقل التقرير عن الخبراء قولهم: "تتأرجح السياسة الخارجية الإيرانية بين الشرق والغرب دون انحياز واضح لأي محور، ما يُضعف دورها في المبادرات الدولية. كما أن الرهان على الصين يظل محدودًا، حيث تتعامل بكين كشريك اقتصادي براغماتي دون تقديم ضمانات سياسية، كما اتضح من موقفها المحايد خلال الأزمات الإقليمية الأخيرة".
وأضاف الخبراء: "تفرض مرحلة ما بعد تفعيل آلية الزناد على طهران مراجعة جذرية لسياساتها، وتحديد ما تريده من الصين بوضوح، بدل الاعتماد على رهانات ظرفية غير مضمونة".

