تناولت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الثلاثاء 18 فبراير (شباط)، على نطاق واسع كلام المرشد علي خامنئي حول تهديدات "الأعداء"، حيث قال إن إيران لا تخشى من هذه التهديدات العسكرية وإنها مستعدة لمواجهتها.
ولفتت الصحف الصادرة اليوم مثل صحيفة "همشهري"، التابعة لبلدية طهران، إلى كلام خامنئي حول ضرورة الاستعداد للحرب الإعلامية، وكتبت في مانشيتها: "المرشد يعلن حالة الطوارئ استعدادا للحرب الإعلامية"، ونقلت كلام خامنئي الذي قال مخاطبا أنصار النظام: "اصنعوا المحتوى لمواجهة تهديدات العدو الناعمة".
في شأن آخر، أشارت بعض الصحف- خصوصا الصحف الإصلاحية- إلى زيارة مرتقبة لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى طهران، وتساءلت صحيفة "شرق" وقالت: "هل هناك خبر ما؟"، ونقلت عن مصدر مطلع قوله إن أمير قطر جاء إلى إيران للتوسط بين طهران ودمشق، بعد سقوط النظام السوري حليف إيران التقليدي.
في شأن منفصل، كشفت صحيفة "سازندكي" المقربة من الحكومة عن "عزل" رئيس البنك المركزي محمد فرزين، متهمة إياه بأنه كان سببا في العديد من القرارات التي أدت إلى تراجع قيمة العملة وتدهور الوضع المالي في إيران.
وعلقت الصحيفة على موضوع رئيس البنك المركزي بالقول: "لم يكن فرزين حسن الخاتمة. وعلى الرغم من كل الوعود التي أعطاها والقلاع التي بناها حول نفسه تم في نهاية المطاف خروجه من البنك المركزي وعزله".
وكان فرزين من مسؤولي حكومة إبراهيم رئيسي الأصولية، والذي أبقى عليه بزشكيان ضمن إطار "حكومة الوفاق الوطني" التي شملت مسؤولين ووزراء بتوجهات مختلفة.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"جمهوري إسلامي": يجب على إيران التفاوض المباشر مع حكام سوريا الجدد وعدم انتظار الوسطاء
دعت صحيفة "جمهوري إسلامي" صناع القرار في إيران إلى عدم التردد في فتح علاقة جديدة مع الحكام الجدد في سوريا، وكتبت في مقالها الافتتاحي اليوم الثلاثاء: "على إيران أن تتفاوض بشكل مباشر مع كل دولة من أجل مصالحها الوطنية، ولا تنتظر في ذلك مفاوضات غير مباشرة أو وساطات من دول أخرى".
وأضافت: "روسيا وقطر وغيرهما من الدول قبل أن يكونوا وسطاء نزيهين فإنهم سيفكرون في مصالحهم الخاصة".
ونوهت الصحيفة إلى ضرورة أن يسلم النظام السياسة الخارجية لأشخاص مؤهلين وذوي خبرة بطبيعة العلاقات الدولية والظروف الإقليمية التي تمر بها إيران، لكي يختاروا الطريق السليم ويقودون سفينة إيران إلى بر الأمان في هذه الأمواج المتلاطمة وتحقيق مصالح الأمن القومي للبلاد.
"مردم سالاري": زيادة المخاوف من لجوء إيران لصنع سلاح نووي
أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى خبر نشرته قناة "سي إن إن" الأميركية حول جهود المملكة العربية السعودية للوساطة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وقالت إن هذه المساعي من المملكة جاءت بعد زيادة المخاوف من احتمالية لجوء إيران إلى صنع سلاح نووي عقب إضعاف حلفائها الإقليميين الذين كانوا يشكلون قوة ردع لإيران في السابق.
ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية تسعى من خلال علاقتها الحسنة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تتوسط بين طهران وواشنطن للتوصل إلى حل دبلوماسي.
وأكدت الصحيفة أنه ليس واضحا حتى الآن ما إذا كانت السعودية هي من قدم مقترح الوساطة، لكن هذه الجهود تكشف عن رغبة الرياض في استغلال علاقتها التي تحسنت في السنتين الأخيرتين عقب الاتفاق مع إيران بوساطة الصين عام 2023.
"شرق": على النظام في إيران أن يقدم بديلا عن المفاوضات بعد رفضها
دعت صحيفة "شرق" الإصلاحية النظام والأطراف التي تعارض المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية إلى تقديم بديل عن المفاوضات بعد رفضها، في ظل الأزمات الداخلية والخارجية التي تواجهها إيران.
وقالت الصحيفة إنه ومع اقتراب موعد نهاية عمر الاتفاق النووي فإنه من المحتمل أن نشهد تفعيل "آلية الزناد" وعودة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن وإعادة فرض العقوبات الأممية.
وأشارت الصحيفة ظغلى أن إيران تواجه أزمة كبيرة على صعيد الطاقة في الداخل، وهو ما يهدد بتعطيل المصانع الكبرى وتسريح عشرات الآلاف من العمال الإيرانيين.
كما توقعت الصحيفة تراجع العائدات الإيرانية من النفط بسبب انخفاض نسبة الصادرات على خلفية العقوبات الأميركية على هذا القطاع، ما يهدد بنقص شديد في ميزانية الحكومة وزيادة في التضخم وموجات عالية من الغلاء في الأسواق.
وأضافت "شرق": في ظل هذه الظروف، ما الذي يجب القيام به؟ على الحكومة ومنظومة السلطة في إيران أن تقدم بديلا عن المفاوضات التي رفضتها لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة.
وانتقدت الصحيفة فشل الحكومة في إدارة الملف الخارجي، وقالت: مع الأسف الشديد فإن الحكومة الحالية تنفذ سياسة الطرف المنافس الذي خسر في الانتخابات (التيار الأصولي والمتشدد)، وهي سياسة سبق وأن جربتها طهران، ووضعت البلاد أمام تحديات مدمرة.