بعد أيام من تقارير إعلامية حول عزم إسرائيل شن ضربات على المواقع النووية الإيرانية هذا العام، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن إيران قادرة على صد أي هجوم من أعدائها.
وأضاف المرشد، في احتفال اليوم الاثنين 17 فبراير (شباط) بمدينة تبريز بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الإيرانية: "اليوم، فيما يتعلق بالدفاع القوي ومواجهة التهديدات الخطيرة من العدو، ليس لدينا أي مخاوف أو مشكلات. قدرتنا على مواجهة التهديدات الخطيرة وصلت إلى مستوى ممتاز، ولذلك يشعر الشعب بالأمان".
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" وصحيفة "واشنطن بوست" هذا الأسبوع، نقلاً عن تقييمات استخباراتية أميركية من الشهر الماضي، أن إسرائيل ترى فرصة لشن هجوم على المواقع النووية الإيرانية في وقت مبكر من بداية هذا العام.
ووفقًا للتقارير، تستند إسرائيل في تقييمها إلى ضعف إيران بعد هجوم إسرائيلي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أدى إلى تعطيل جزء كبير من دفاعاتها الجوية، بالإضافة إلى تزايد احتمالية تقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب للعمل العسكري.
ولم يتناول خامنئي بشكل مباشر فكرة الهجوم الإسرائيلي أو المحادثات المحتملة بين إيران والولايات المتحدة بعد استعادة سياسة "الضغط الأقصى" التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب.
في وقت سابق من هذا الشهر، أعلن ترامب عن سياسة عقوبات أكثر صرامة ضد طهران، لكنه أشار أيضًا إلى استعداده للتفاوض على اتفاق مع إيران، وهو اقتراح رفضه المرشد علنًا.
وألقى خامنئي خطابه في مدينة تبريز خلال الاحتفالات المستمرة لمدة شهر بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الإيرانية، وزعمت وسائل الإعلام الحكومية أن الخطاب حضره الآلاف، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل.
وقال خامنئي للحضور: "نجحت الثورة الإسلامية في الحفاظ على نفسها كهوية مستقلة وكقاعدة واسعة مليئة بالأمل لشعوب المنطقة وحتى لما هو أبعد منها. السبب في غضب قوى الاستكبار والاستعمار حول العالم تجاه الجمهورية الإسلامية هو صمود وإصرار الأمة الإيرانية في مواجهتهم".
الرئيس المعتدل نسبيًا مسعود بزشكيان، الذي كان حاضرًا أيضًا، أعرب مؤخرًا عن دعمه لمعارضة خامنئي للحوار مع الولايات المتحدة.
ويعد المرشد الإيراني هو صانع القرار النهائي في السياسة الخارجية والداخلية.
ومنذ إعلان ترامب، ظلت الأصوات المتشددة في إيران متمسكة برفض أي محادثات، بينما دعت بعض الأصوات إلى تخفيف الموقف لتخفيف الضغوط الاقتصادية من خلال رفع العقوبات.
وعلى مدار العام الماضي، أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة التي تستهدف وكلاء إيران في غزة ولبنان وسوريا إلى تآكل نفوذ طهران الإقليمي بشكل كبير.
ومع سقوط نظام الأسد – الذي كان حليفًا رئيسيًا – تركت هذه الضغوط الخارجية إيران في ما يصفه المحللون بأنها حالته الأكثر هشاشة.
وتبدو المحادثات مع واشنطن الآن بعيدة المنال حيث تؤدي العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة إلى تفاقم المعاناة وعدم الرضا لدى الإيرانيين الذين يعانون من تدهور الاقتصاد.