تظاهر طلاب كلية الآداب في جامعة طهران لليوم الرابع على التوالي احتجاجًا على مقتل زميلهم أمير محمد خالقي، الطالب في نفس الجامعة. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "أمیر کبیر" الطلابية، اليوم الاثنين 17 فبراير (شباط)، تصاعدت التوترات خلال تجمع الطلاب بعد تدخل "قوات الأمن الجامعي".
وتجمع الطلاب أمام كلية الآداب في الحرم الجامعي المركزي لجامعة طهران، اليوم الاثنين، وهتفوا بشعارات مثل: "قوات الأمن الجامعي هم الأمن بملابس مدنية"، و"لا نريد الأمن التابع للحرس".
كما رددوا شعارًا آخر: "حراس الحجاب كثيرون.. لكن لا يوجد حارس للحماية".
ونظم طلاب جامعة "طهران" وجامعة "تربيت مدرس" يوم الأحد 16 فبراير (شباط) تجمعًا احتجاجيًا آخر، وهتفوا بشعار: "إذا لم نتحد معًا.. سنُقتل واحدًا تلو الآخر".
كان أمير محمد خالقي، طالب البكالوريوس البالغ من العمر 19 عامًا في تخصص إدارة الأعمال في جامعة طهران، قد تعرض للضرب والطعن حتى الموت مساء الأربعاء 12 فبراير (شباط) في منطقة قريبة من حرم الجامعة على يد لصوص باستخدام سلاح بارد.
في هذا السياق، قال غلام حسين محسنی إيجه إي، رئيس السلطة القضائية في إيران، اليوم الاثنين، إنه يجب التعرف على قاتل الطالب وإلقاء القبض عليه في أقرب وقت ممكن.
وأكد أن التحقيق في الجرائم التي "تشغل الرأي العام" لا ينبغي أن يستغرق ستة أشهر أو سنة.
كما دعا إلى إصدار أحكام "صارمة ومدروسة" من قبل المحاكم الابتدائية في القضايا الحساسة، وطالب المحكمة العليا بمراجعة دقيقة لهذه القضايا ومنع استغلال طلبات إعادة النظر لإبطال الأحكام.
من جهته، أعلن أصغر جهانغير، المتحدث باسم السلطة القضائية، يوم الأحد، أن قتلة خالقي لم يتم اعتقالهم بعد، لكن هناك ثلاثة أو أربعة مشتبه بهم تم احتجازهم على ذمة القضية.
احتجاج الطلاب على الوعود الفارغة للمسؤولين
وبعد مقتل خالقي، وعد المسؤولون في وزارة العلوم والبحث والتكنولوجيا بتثبيت كشكين للشرطة في "النقاط الضعيفة في الجامعة"، وتثبيت كاميرات مراقبة لتأمين الطرق المؤدية إلى الحرم الجامعي.
كما أعلن مدير جامعة طهران عن إنشاء "طريق جديد" للطلاب داخل الحرم الجامعي يربط بشارع آل أحمد، بحيث لا يضطرون للمرور عبر الأزقة الضيقة.
من جانبه، قال عباس علي محمديان، قائد الشرطة في طهران، ردًا على هذه الجريمة، إن الشرطة ستزيد من الإجراءات الأمنية في جامعة طهران والمساكن الطلابية.
لكن الطلاب احتجوا على هذه الوعود خلال تجمعهم اليوم الاثنين، وهتفوا: "لماذا الكذب يا قوات الشرطة؟ لم تضعوا الكشك هناك"، في إشارة إلى عدم تنفيذ الوعود. كما رددوا شعارًا آخر يقول:
أين أنت أيتها الشرطة؟ أنت المسؤولة عن هذه الحادثة"، معبرين عن استيائهم من غياب الأمن.
وسبق أن أصدر مجلس الطلبة بيانًا أكد فيه أن انعدام الأمن في المنطقة الخلفية لحرم جامعة طهران كان موجودًا دائمًا، وهو ما ساهم في توفير بيئة لجريمة قتل أمير محمد خالقي.
وذكرت وكالة "تسنيم"، القريبة من الأجهزة الأمنية، أن العديد من الجامعات الإيرانية، بما في ذلك جامعة طهران وشريف وأمير كبير، تعاني من نقص في البنية التحتية الأمنية رغم وجودها في مناطق حضرية مزدحمة.
ووفقًا للتقرير، قام 90 طالبًا من جامعة شريف بتقديم بلاغات حول السرقات والاعتداءات على هواتفهم المحمولة خلال فترة خمسة أشهر في عام 2023.
وبدأ طلاب جامعة طهران يوم الجمعة بالتظاهر وتنظيم اعتصام في ساحة الحرم الجامعي. وقد حاصرت القوات الأمنية وعناصر الأمن بالزي المدني الحرم الجامعي، مما أدى إلى اعتقال أربعة طلاب. ومع استمرار ضغط الطلاب، تم الإفراج عن الطلاب الأربعة.
وأصدرت وزارة العلوم اليوم بيانًا أكدت فيه أنه لا يوجد أي طالب محتجز حاليًا.
وأشار المسؤولون الجامعيون إلى أن احتجاجات الطلاب تصاعدت بعد تدخل "قوات الأمن بالزي المدني"، حيث أفادت تقارير بأن أنف أحد الطلاب المعتصمين قد كسر على يد رجال الأمن.
وقال حسين حسيني، مدير جامعة طهران، في تصريح له اليوم، إن "شخصًا كان يوصف بأنه من قوات الأمن المتخفين بالزي المدني قد تمركز عند مدخل الحرم الجامعي الرئيسي في الليلة الأولى للتظاهرة، مما أدى إلى تفاقم الوضع".
وأوضح أن حضور هذا الشخص "دون شارة أو هوية وبعض الأدوات الخاصة" أثار احتجاج الطلاب، ووقعت اشتباكات بينه وبين أحد الطلاب.
وأضاف حسيني أن الجامعة طلبت من مركز الشرطة الحضور لنقل الشخص المعني، لكن "حدث تأخير في هذا الصدد".