في أعقاب ردود الفعل على وفاة أوميد سرلك، من مدينة أليغودرز في محافظة لرستان، بعد إحراقه صورة علي خامنئي، المرشد الإيراني، أدانت وزارة الخارجية الأميركية الحادثة بشدة ووصفتها بـ"المأساوية".
ونشرت صفحة وزارة الخارجية الأميركية باللغة الفارسية على شبكة "إكس"، الأربعاء 5 نوفمبر، قائلة: "بينما يدعي المسؤولون المحليون أن وفاته كانت انتحارًا، فإن التوقيت المشبوه والظروف المحيطة بالحادث تشير بقوة إلى تورط النظام".
واعتبرت الولايات المتحدة أن وفاة سرلك هي "مثال آخر على القمع الوحشي للمعارضين من قبل النظام الإيراني والحملة المستمرة لإسكات كل من يجرؤ على الكلام ضده".
وأكدت الوزارة أن "الولايات المتحدة الأميركية تقف بحزم إلى جانب الشعب الإيراني في نضاله من أجل العدالة والكرامة والحرية".
وقد عُثر على جثة سرلك بعد أن أحرق في فيديو صورة خامنئي.
وفي 3 نوفمبر، هتفت مجموعة من المواطنين في مراسم دفنه بـ"الموت لخامنئي".
وقالت عائلة سرلك إن ابنهم قُتل، بينما أعلنت السلطات ووسائل الإعلام التابعة للنظام أن الحادثة كانت "انتحارًا" بعد "فشل عاطفي".
ونشرت وسائل الإعلام الحكومية في إيران، يوم 5 نوفمبر، صورًا للاعترافات القسرية لأفراد عائلة الشاب الراحل.
وأفادت وكالات أنباء "فارس" و"تسنيم"، التابعة للحرس الثوري، بفيديو نسب إلى مهدي سرلك، شقيق أوميد، يقول فيه: "لا يملك أي من أفراد العائلة أو الأقارب صفحة أو موقعًا أو حسابًا على وسائل التواصل؛ دعوا القانون يسلك مساره".
وأثار العثور على جثة سرلك، ونشر مقاطع فيديو تظهر حزن العائلة، وقراءة نصوص من الشاهنامه خلال جنازته، موجة من الغضب والحزن في الرأي العام الإيراني خلال الأيام الماضية.
وخلال الأيام الأخيرة، أرسل المواطنون مقاطع فيديو إلى "إيران إنترناشيونال" تضامنًا جماعيًا مع سرلك، وأحرقوا صور خامنئي وروح الله الخميني.
وفي هذا الصدد، قال مهران أنصاري، محلل الشؤون الإيرانية، لـ"إيران إنترناشيونال"، إن ردود الفعل الواسعة دعماً لسرلك تعكس موجة من "الاحتجاج والاستياء الشعبي من أداء النظام".
كما قال الصحافي رضا حاجي حسيني عن وفاة سرلك إن رواية النظام الإيراني حول "الانتحار" في مثل هذه القضايا غير مقبولة لدى الرأي العام.
وأضاف: "إن نشر هذه الرواية عمدًا من قبل النظام هو محاولة لإثارة الرعب في المجتمع؛ رسالة ضمنية تقول: نقتل ونسميها انتحارًا، لأنه لا يستطيع أحد محاسبتنا".
وأظهر الغضب والحزن الشعبي، الذي تجلى في إحراق صور خامنئي والخميني في الفيديوهات والتجمعات الاحتجاجية، أن الرواية الرسمية للانتحار محل شك من الجماهير، ووصف العديد من المواطنين والمحللين الحادثة بأنها "قتل على يد النظام".
وتدفع هذه التفسيرات، إلى جانب مقاطع الفيديو المنسوبة للعائلة وردود الفعل الواسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، الرأي العام نحو مطالبة بتوضيح الحقيقة ومحاسبة المسؤولين.

