مع تصاعد الخلافات في طهران حول دور موسكو.. روسيا تنفي أي شرخ مع النظام الإيراني

Tuesday, 10/28/2025

نفى نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في حديث لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، وجود أي انعدام للثقة بين موسكو وطهران، مؤكدًا أن البلدين يجب أن يكونا "أقرب إلى بعضهما أكثر من أي وقت مضى" في مواجهة الضغوط الغربية.

وقال ريابكوف، يوم الاثنين 27 أكتوبر، في مقابلة أُجريت في موسكو: "لا أعتقد أن هناك انعدام ثقة بين بلدينا. نحن نمرّ بمرحلة صعبة للغاية، ويجب أن نتعاون أكثر من أي وقت مضى".

وأضاف أن روسيا مستعدة لتوسيع تعاونها مع إيران في المجالات الاقتصادية والمالية والنقل والاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وجاءت هذه التصريحات في وقتٍ تشهد فيه طهران جدالًا سياسيًا جديدًا حول موقع روسيا في السياسة الخارجية الإيرانية.

خلال الأيام الماضية، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لحسن روحاني، الرئيس الإيراني الأسبق، قال فيه إنه خلال فترة عقوبات مجلس الأمن عام 2010، "حتى روسيا والصين صوتتا لصالح قرارات العقوبات ضد إيران".

كما قال محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني الأسبق، في مؤتمر عُقد في طهران، إن موسكو "لا ترغب في إقامة علاقات طبيعية لإيران مع العالم، كما لا تريد أن يدخل النظام الإيراني في مواجهة مباشرة مع الدول الأخرى".

وردًّا على ذلك، وجّه محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الإيراني، يوم الأحد 26 أكتوبر، انتقادًا صريحًا للرئيس ووزير الخارجية الأسبقين، قائلًا: "في الوقت الذي يتقدّم فيه مسار تعاوننا الاستراتيجي مع روسيا، جاءت مواقفهما لتُلحق الضرر بهذا المسار".

توافق في مواجهة الغرب

قال ريابكوف إن روسيا وإيران ما زالتا شريكتين قويتين في المجال النووي، مؤكدًا أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يستخدمان الأنشطة النووية الإيرانية "ذريعة للتهديد العسكري وفرض العقوبات".

وشدّد قائلًا: "نحن نعتبر هذا السلوك مضرًا بالأمن العالمي ورفاه البشرية، وسنقف إلى جانب إيران كتفًا بكتف في مواجهته".

وفي الشهر الماضي، ارتفعت التوترات الدبلوماسية بعدما فعّلت فرنسا وألمانيا وبريطانيا الآلية المعروفة باسم "آلية الزناد" (Snapback) لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.

واتهمت هذه الدولُ إيرانَ بانتهاك التزاماتها النووية ومنع عمليات التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وردًّا على ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هذه الآلية "في الأصل من ابتكار محمد جواد ظريف"، واصفًا إياها بأنها "فخ قانوني" لإيران.

موقف طهران والاتفاق العشريني مع موسكو

يؤكد النظام الإيراني أن قرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي صادق على الاتفاق النووي لعام 2015، قد انتهى مفعوله، وأن جميع القيود الدولية المفروضة على إيران قد رُفعت.

ويشدد المسؤولون في طهران على أن "الحقوق النووية لإيران محفوظة"، وأن روسيا والصين تدعمان موقف طهران في مواجهة الغرب.

وفي يناير الماضي، وقّعت إيران وروسيا اتفاق تعاون استراتيجي لمدة 20 عامًا، صادَق عليه الرئيسان فلاديمير بوتين ومسعود بزشکیان. ويتضمن الاتفاق التعاون في مجالات الدفاع والطاقة والنقل والمال والتبادل الثقافي.

ورغم هذا التقارب الرسمي، تتزايد الخلافات داخل البنية السياسية الإيرانية بشأن مدى الارتهان لموسكو؛ إذ يرى التيار المنتقد أن روسيا تستخدم إيران كأداة للمساومة في مواجهة الغرب، بينما تعتبر حكومة مسعود بزشکیان هذا التعاون جزءًا من "استراتيجية المقاومة الفاعلة" ضد العقوبات.

مزيد من الأخبار