ألقى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خطابًا أمام الكنيست الإسرائيلي، يوم الاثنين 13 أكتوبر (تشرين الأول)، أكد فيه أن المنطقة تجاوزت "مرحلة الحرب المؤلمة"، وأن الوقت قد حان "للسلام وإعادة إعمار غزة"، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار لم يكن ليتحقق لو كانت إيران قد امتلكت سلاحًا نوويًا.
وقال ترامب إن "الضربات الأميركية والإسرائيلية ضد طهران منعت النظام الإيراني من الوصول إلى السلاح النووي"، مضيفًا أن "الدول العربية ما كانت لتشعر بالأمان لتوقيع اتفاق الهدنة، لو كانت طهران تمتلك هذا السلاح".
وأوضح أن طهران كانت على بُعد شهرين فقط من امتلاك السلاح النووي، قبل أن تنفذ الولايات المتحدة وإسرائيل عملية عسكرية مشتركة أطلق عليها اسم "مطرقة منتصف الليل"، شاركت فيها سبع قاذفات من طراز B-2، مدعومة بمئات طائرات التزويد بالوقود، إلى جانب طائرات F-32 وF-16 التي "حلّقت 37 ساعة متواصلة".
وأشار ترامب إلى أن العملية أسفرت عن مقتل عدد كبير من قادة الحرس الثوري الإيراني، بينهم مسؤولون عن برنامج طهران النووي.
وأكد الرئيس الأميركي أن بلاده تمدّ يد الصداقة حتى لإيران، قائلاً: "نحن لا نكنّ العداء للشعب الإيراني، ولا نريد أن نشهد تهديدات جديدة في المنطقة. الإيرانيون شعب مجتهد لا يرغب في رؤية وطنه يعاني هذا الوضع".
وأضاف: "أنا بارع في التفاوض، وأعرف متى يكون الطرف الآخر مستعدًا لذلك. وكلما كانت إيران جاهزة، فنحن أيضًا جاهزون للتفاوض".
وتابع قائلاً: "على العالم الآن التركيز على إنهاء الحرب في أوكرانيا أولاً"، مشيرًا إلى أن مبعوثيه إلى المنطقة "ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر يمكن أن يبدآ العمل على اتفاق مع إيران لاحقًا".
السلام في غزة والانتقال إلى مرحلة الإعمار
قال ترامب في كلمته أمام نواب "الكنيست" الإسرائيلي: "إن الحرب في غزة كانت كابوسًا طويلاً ومؤلمًا، لكنه انتهى الآن"، مشيدًا بعودة الأسرى، ومؤكدًا أن "الدعم العسكري الأميركي جعل إسرائيل أقوى، وهو ما مهّد الطريق للسلام".
وأضاف: "لقد وافقت معظم دول المنطقة على خطة نزع سلاح غزة ونزع سلاح حماس، وهذا إنجاز غير مسبوق. الآن حان الوقت لتحويل الانتصارات العسكرية إلى جائزة كبرى هي السلام والازدهار في الشرق الأوسط".
وخلال الخطاب، رفع النائب اليساري الإسرائيلي، أيمن عودة لافتة كتب عليها "اعترفوا بفلسطين"، فقطع بذلك حديث ترامب، قبل أن يُطرد من القاعة، ليعلّق الرئيس الأميركي قائلًا: "تم التعامل مع الموقف بسرعة وكفاءة!".
ترامب يدعو إلى العفو عن نتنياهو
وفي فقرة مفاجئة، تطرّق ترامب إلى الشأن الداخلي الإسرائيلي قائلًا للرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ: "سيدي الرئيس، لماذا لا تمنح العفو لنتنياهو؟ أعفُ عنه، هيا!".
ويُحاكم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، منذ عام 2020 في ثلاث قضايا بتهم الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، وهي تهم ينفيها بشدة.
ووصفه ترامب بأنه "رجل ليس سهلاً، لكنه عظيم، وهذه الصفات هي ما جعلته زعيمًا ناجحًا"، مضيفًا مازحًا في ختام خطابه: "كنت أظن أنني سألقي كلمة قصيرة وأغادر سريعًا، لكن نتنياهو بخطابه الطويل جعلني أتأخر عن موعدي في شرم الشيخ!".
مؤتمر شرم الشيخ للسلام
وأشار ترامب إلى أنه سيتوجّه إلى مصر عقب خطابه للمشاركة في مؤتمر شرم الشيخ الدولي للسلام في غزة، الذي يترأسه، إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة عدد كبير من القادة العرب والعالميين.
وأكد ترامب أن "الدول العربية الغنية خصصت مبالغ ضخمة لإعادة إعمار غزة"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستشارك في جهود الإعمار أيضًا.

