أفادت وكالة أنباء "إرنا" اليوم الجمعة 22 أغسطس (آب)، بأن وزير الخارجية الإيرانية سيجري اتصالًا هاتفيًا مشتركًا مع وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا. وقد هددت القوى الأوروبية الثلاث بأنها ستفعّل عقوبات الأمم المتحدة عبر آلية الزناد إذا لم تعد طهران إلى طاولة المفاوضات.
وذكرت الوكالة أن محور هذه المحادثات الهاتفية اليوم (الجمعة) بين عراقجي ونظرائه الأوروبيين سيكون المفاوضات النووية والعقوبات.
وتعتقد الترويكا الأوروبية إلى جانب الولايات المتحدة أن إيران تستخدم برنامجها النووي من أجل تطوير محتمل لأسلحة نووية.
وكانت مجلة "نيوزويك" قد كتبت يوم 21 أغسطس أن روسيا والصين تقفان في مواجهة تهديد الدول الأوروبية الثلاث بشأن تفعيل آلية الزناد؛ وهو إجراء قد يضعف قدرة أوروبا والغرب في الضغط على إيران، ويزيد من احتمالية لجوء الولايات المتحدة إلى الخيار العسكري.
ومع اقتراب نهاية شهر أغسطس وحلول الموعد النهائي الذي حددته فرنسا وبريطانيا وألمانيا لطهران قبل تفعيل آلية الزناد، كثفت طهران من مساعيها لنقل رسائلها إلى المسؤولين الغربيين.
وفي 20 أغسطس، التقى علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، بـ غابريل لوغينغر، نائب وزير الخارجية السويسري في طهران. وبحسب وسائل إعلام محلية، تم الاتفاق في هذا اللقاء على أن يقوم المبعوث السويسري بإطلاع طهران على نتائج المباحثات الجارية بين الدول الغربية.
وقد أشارت مجلة "نيوزويك" أيضًا إلى تصريحات ميخائيل أوليانوف، المندوب الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، الذي وصف تهديد الترويكا الأوروبية بتفعيل آلية الزناد بأنه "ابتزاز ضد إيران"، مضيفة أن معارضة موسكو وبكين قد تزيد من اعتماد طهران عليهما أكثر فأكثر.
كما شدّد أوليانوف على أن بريطانيا وألمانيا وفرنسا هي نفسها تُعتبر "منتهِكة" للاتفاق النووي، ومن الناحية القانونية لا تمتلك الحق في تفعيل آلية الزناد ضد إيران.
من جانبه، وصف عراقجي تبعات تفعيل آلية الزناد بأنها "بالغة الجدية والثِقَل"، مؤكدًا: "يجب بذل الجهود لتجنبها، لكن في الوقت نفسه لا ينبغي تضخيمها أكثر من اللازم".
ونشرت مجلة "ناشيونال سيكيوريتي جورنال" في 13 أغسطس تحليلًا أشارت فيه إلى أنه في حال قامت أوروبا بتفعيل آلية الزناد ضد إيران، فإن إيران ستواجه عزلة مالية وانخفاضًا حادًا في صادرات النفط، كما ستتعرض الاستثمارات الأجنبية لعقبات قانونية جدية.
يُذكر أن طهران أوقفت مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، التي كانت تهدف إلى تقييد الطموحات النووية لإيران، بعد الهجمات الأميركية والإسرائيلية على مواقعها النووية في يونيو (حزيران) 2025.

