الرئيس الإيراني: سياسات الحكومة الاقتصادية سبب التضخم.. وارتفاع شراء الأصول المنقولة مقلق

Thursday, 12/04/2025

انتقد الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، الوعود غير المدعومة ماليًا وطول أمد تنفيذ المشاريع العمرانية، مؤكدًا في الوقت نفسه أن السبب الرئيس للتضخم في إيران هو طباعة النقود من قِبل الحكومة والبنوك، وذلك بالتزامن مع تقارير عن ارتفاع طلب المواطنين على شراء الأصول المنقولة.

وقال بزشکیان، يوم الخميس 4 ديسمبر (كانون الأول)، أثناء زيارته إلى مدينة ياسوج، إن جذور التضخم تعود إلى الوعود التي لا تتوفر لها مصادر مالية.

وأضاف أن الحكومة والبنوك حين تطبع "نقودًا غير مدعومة" لتنفيذ هذه الوعود، تكون النتيجة المباشرة هي التضخم، و"التضخم يعني أن الثروة تُسرق من جيوب الناس بشكل غير مرئي”.

وأشار بزشكيان إلى سياسات الحكومة لمواجهة التضخم، قائلاً: "أعددنا موازنة العام المقبل بنمو قدره اثنان في المائة. الحكومة والبنوك هما عامل التضخم، وطباعة النقود تؤدي إلى التضخم الذي يعود ضرره في النهاية على الشعب".

الاستعداد للحرب

أضاف بزشکیان أنه تم وقف بعض المخصصات في الموازنة، وقد تعترض بعض المؤسسات بسبب خفض ميزانياتها، لكنه قال: "هل من اللائق أن نطبع النقود ونصنع التضخم فقط لإرضاء البعض؟".

وفي إشارته إلى المشكلات الاقتصادية، قال الرئيس الإيراني إن تجاوز المرحلة الصعبة يحتاج إلى "روح التضحية في زمن الحرب".

وأضاف: "يجب أن نغلق محالنا ونستعد للحرب. بهذه الروح، إسرائيل وأوروبا وأميركا لن يستطيعوا فعل أي شيء".

وفي السياق ذاته، أظهرت بيانات مركز الإحصاء الإيراني أن معدل التضخم السنوي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الذي يقيس تغيّر الأسعار مقارنة بنوفمبر 2024، بلغ 49.4 في المائة.

وبحسب هذه البيانات، سجلت مجموعة "الأغذية والمشروبات والتبغ"، أعلى مستوى تضخمي في الشهر الماضي؛ حيث ارتفعت بنسبة 4.7 في المائة، أي أكثر من ضعف مجموعة "السلع غير الغذائية والخدمات".

وارتفعت أسعار المواد الغذائية، خلال العام الماضي، بأكثر من 66 في المائة، وبعض الفئات الفرعية سجلت ارتفاعًا أكبر.

وجاءت تصريحات بزشكيان في الوقت الذي أشارت فيه صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إلى تفاقم الأزمات المعيشية في إيران، بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا، وذكرت أن المستثمرين الأكثر ثراءً في البلاد اتجهوا إلى شراء الأصول القابلة للحمل، مثل الألماس والأحجار الكريمة.

وذكرت الصحيفة أن بائعي المجوهرات في طهران ومشهد أفادوا بزيادة الطلب على الأحجار الصغيرة المناسبة للاستثمار؛ وهي سوق كانت تقتصر سابقًا على التجار، لكنها باتت تشمل الطبقة المتوسطة العليا أيضًا.

واعتبرت "الإندبندنت" أن أحد أسباب ارتفاع الطلب على الأصول المنقولة هو تجربة الحرب الأخيرة. وذكرت أنه أثناء الهجمات، فرّ عشرات الآلاف من سكان طهران إلى المناطق الريفية أو شمال البلاد، وفي كثير من المناطق كانت أجهزة الصراف الآلي فارغة أو متوقفة عن العمل، فأخذ الناس معهم كل ما امتلكوه.

وبحسب التقرير، قال منصور، بائع ذهب ومجوهرات يبلغ 28 عامًا في السوق، إن حجم شراء الناس خلال الأسابيع الأخيرة كان غير مسبوق، مضيفًا: "خلال أسبوعين بعت ستة كيلوغرامات من الذهب للناس العاديين. الناس يخشون أن تفقد مدّخراتهم قيمتها".

وفي سوق طهران، كان سعر سبيكة الذهب عيار 18 بوزن غرام واحد في الصيف نحو 11 مليونًا و500 ألف تومان، بينما شهدت الأسعار في الأسابيع الأخيرة قفزة جديدة.

وتجاوز سعر عملة الذهب الواحدة، يوم السبت، 29 نوفمبر الماضي، 120 مليون تومان، لأول مرة.

مزيد من الأخبار