تجميد المفاوضات.. وتبادل الاتهامات.. وتفاقم الأزمات.. والشلل الاقتصادي والسياسي

Monday, 11/10/2025

ناقشت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الاثنين 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، عددًا من القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، شملت تجميد المفاوضات النووية، وتبادل الاتهامات السياسية، وتفاقم الأزمات المائية والبيئية والصحية التي تؤثر على الحياة اليومية للمواطنين.

وقد تناقلت العديد من الصحف تصريح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي أكد عدم وجود إمكانية لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي، مشددًا على ضرورة أن تكون المفاوضات قائمة على أساس متكافئ ومفيد للطرفين.

ووفق صحيفة "خراسان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، فإن رسالة وزير الخارجية تؤكد أن المفاوضات مع الولايات المتحدة يجب أن تكون مشروطة بوقف الأعمال العدائية، وضمانات قابلة للتحقق، وآليات تنفيذية واضحة لتجنب العودة إلى التصعيد.

وعلى صعيد آخر، اتهم الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الأجهزة الحكومية بعرقلة تنفيذ الدستور، وقال: "إن الحجر الكبير لا يُرمى، وعندما نعرف الهدف بشكل عام، فإن تحقيقه قد يصبح صعبًا إن لم يكن مستحيلًا. والأفضل بدلًا من توسيع مهام الأجهزة، أن نحدد أولوياتها ونحدد مهلة زمنية لتنفيذها".

وفي هذا الشأن سلطت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية الضوء على مسار بزشكيان، معتبرةً أنه الرئيس الوحيد في تاريخ إيران الذي حافظ على علاقاته الجيدة مع الشعب والسلطة بعد عام ونصف العام من توليه الرئاسة، رغم محاولات القوى الداخلية والخارجية تصويره بشكل مخالف لشعاراته.

ومن جانبها، اتهمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، التيار الإصلاحي بالنفاق السياسي، بعد تحوله من دعم حكومة بزشكيان إلى انتقادها، معتبرة أن هذا الانتقاد ليس بناءً، بل محاولة للهروب من مسؤولية فشل الحكومة، الذي ساهم فيه الإصلاحيون أنفسهم.

ووصفت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، أمين عام حزب كاركزاران سازندكي، حسين مرعشي، بالحماقة، وذكرت أن حكومة بزشكيان تعرضت لضغوط من التيار الإصلاحي للتفاوض مع الولايات المتحدة، إلا أن هذا التفاؤل الساذج أثبت فشله من خلال تجربة الاتفاق النووي.

وفي الشأن الاجتماعي، أكد الكاتب بصحيفة "ايده روز" الأصولية، محمد رضا كريمی، إن إخلاء طهران لتقليل الضغط على الموارد المائية ليس حلاً فعالاً، إذ يجب معالجة أزمة المياه من خلال إدارة ذكية للموارد، واستثمار في التكنولوجيا، وتحسين بنية النقل والتخزين دون التأثير على استدامة العاصمة ودورها الاستراتيجي.

وبدوره رأى الكاتب بصحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية، أمین ربیعیان، أن إيران تعاني دمارًا شاملاً، ليس فقط في بنيتها التحتية، بل في فقدان الأمل والثقة والإنسانية، حيث أصبحت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تفتك بكل جوانب الحياة.

وتواجه صحة الإيرانيين، بحسب صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، ثلاث أزمات رئيسة، تشمل تلوث الهواء، وشح المياه، والازدحام المروري.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"دنیاي اقتصاد": تراجع القطاع الرقمي في إيران

حدد تقرير لصحيفة "دنیاي اقتصاد" الأصولية أسباب الركود الذي أصاب الاقتصاد الرقمي في إيران، بعد عقد من الازدهار، مشيرًا إلى أن بيئة الشركات الناشئة شهدت انكماشًا حادًا بسبب تراكم الأزمات الداخلية والخارجية. وقد دفعت العقوبات، وتقييد الإنترنت، وتوقف الاستثمارات الأجنبية، بالإضافة إلى هجرة رواد الأعمال والخبراء التقنيين، إلى تراجع القطاع الرقمي في إيران؛ حيث تقدر الشركات الناشئة بنحو سبعة آلاف شركة، لكن أقل من 10 في المائة منها فقط نشطة فعليًا.

ونقل التقرير عن خبراء في الاقتصاد الرقمي قولهم: "لم تعد أزمة الشركات الناشئة مالية بقدر ما هي فقدان للعنصر البشري الكفء، نتيجة هجرة المؤسسين والمديرين والفنيين، بالإضافة إلى تجنب البنوك والمستثمرين المحليين المخاطرة في هذا القطاع. كما تساهم القيود التكنولوجية في تأخر البلاد عن التطور العالمي".

وأضاف التقرير أن "إنقاذ هذا النظام يتطلّب إعادة الثقة، وتوسيع الاستثمارات المغامرة، وخلق بيئة تنظيمية مشجّعة، لأن استمرار الجمود الحالي يعني ضياع الجيل الذهبي من رواد الاقتصاد الرقمي الإيراني".

"ستاره صبح": إيران بين شعارات الأيديولوجيا وواقع الانهيار المعيشي

انتقدت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في إيران، مشيرة إلى أن البلاد تعاني أزمة شاملة في المعيشة والدخل والتنمية، مع تراجع دخل الفرد وتفاقم الأزمات البيئية والاجتماعية مثل الفقر والبطالة، نتيجة للحكم الأيديولوجي المنفصل عن الواقع.

ووفق الصحيفة: "لا تزال الأقلية الحاكمة ترفع شعارات المواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بينما تعجز عن تأمين الخبز والماء والهواء للإيرانيين، في حين تزداد الهوّة اتساعًا بين المجتمع الباحث عن حياة هادئة والسلطة الغارقة في الصراعات الخارجية".
وختمت الصحيفة بالدعوة إلى "إعادة الاعتبار للتكنوقراط والعقلانية، وإجراء انتخابات حرّة دون رقابة مجلس صيانة الدستور، مؤكدة أن استمرار النهج الحالي سيقود البلاد إلى مزيد من الانسداد والشلل الاقتصادي والسياسي".

"شرق": الصراع المستمر بين كابول وإسلام آباد ينعكس سلبًا على إيران

حذرت صحيفة "شرق" الإصلاحية من تداعيات فشل مفاوضات السلام بين طالبان وباكستان، على أمن الحدود الشرقية لإيران، معتبرة أن تجاهل طهران للتحركات السريعة في هذا الملف قد يعرّضها لموجة جديدة من الاضطرابات الأمنية والإنسانية في بلوشستان.

وترى الصحيفة أن "الأزمة بين أفغانستان وباكستان ليست مجرد خلاف حدودي، بل صراع سياسي عميق مرتبط بخط ديورند، الذي يفصل بين قبائل البشتون في البلدين، مما يجعل المفاوضات الحالية محكومة بالفشل. كما ساهمت المواقف المتصلبة وغياب الرؤية الإقليمية الواقعية في تعقيد الأزمة".

وتنقل عن الخبير الإيراني، نوذر شفيعي، قوله: "إن الصراع المستمر بين كابول وإسلام آباد ينعكس سلبًا على إيران من خلال تصاعد النشاطات المتطرفة وتهريب السلاح والمخدرات. وعلى طهران الوساطة بشكل فعّال وفوري، لأنها الوحيدة القادرة على لعب دور متوازن بحكم علاقاتها مع الطرفين".

مزيد من الأخبار