تظاهر أكثر من ثلاثة آلاف عامل متعاقد في مجمّع غاز "بارس الجنوبي" أمام المبنى المركزي للمجمع في مدينة عسلوية، مطالبين بتنفيذ خطة توحيد الأجور، وتغيير نمط العمل، وإلغاء دور الشركات المتعاقدة بالكامل.
وقد شارك جمع غفير من العمال المتعاقدين في المصافي الاثنتي عشرة التابعة لـ"بارس الجنوبي" اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر (تشرين الثاني) في احتجاجات بشوارع تؤدي إلى المقر المركزي للمجمّع في عسلوية، للمطالبة بحقوقهم المهنية والمعيشية.
وهؤلاء العمال الذين ينتمون إلى فئات القوى العاملة، والشركات المتعاقدة، والمقاولين في المراحل المختلفة من مشروع بارس الجنوبي، ومصفاة "فجر جم"، رفعوا لافتات تدعو إلى "تحقيق العدالة في الأجور" و"إلغاء نظام المقاولين".
وفي بيانٍ مشترك، طالب العمال بإعادة النظر في خطة تصنيف الوظائف بهدف توحيد رواتب العمال المتعاقدين مع الموظفين الرسميين.
كما تضمنت المطالب تغيير نظام الدوام للعاملين الإداريين وفِرق الدعم إلى نظام "أسبوعين عمل وأسبوعين راحة"، وتنظيم أوضاع سائقي السيارات المستأجرة غير المالكين، ودفع بدل التنقل الجوي للعمال المتعاقدين، وإعادة الخدمات والمزايا الاجتماعية كالإقامة في المجمعات السكنية.
وقال أحد العمال المشاركين في التجمع: "منذ سنوات، ورغم الوعود المتكررة، لم تُنفّذ خطة تصنيف الوظائف في "بارس الجنوبي" كما يجب، ولا تزال هناك فجوة كبيرة بين أجور العمال المتعاقدين والموظفين الرسميين".
كما رأى بعض العمال أن إلغاء نظام المقاولين بالكامل هو السبيل الوحيد لتحقيق العدالة الوظيفية.
وذكر أحد موظفي المرحلة الثانية عشرة من "بارس الجنوبي" أن وجود المقاولين يؤدي إلى انتهاك حقوق العمال، مع غياب الرقابة الكافية على آلية دفع الأجور.
ومع استمرار عجز النظام الإيراني عن تلبية مطالب الفئات المختلفة، شهدت الأيام والأسابيع الأخيرة سلسلة من الإضرابات والاحتجاجات من قبل العمال والموظفين والمتقاعدين في مختلف أنحاء البلاد.
فقد خرج متقاعدو قطاع الاتصالات يوم 2 نوفمبر في مدن عدة، كما نظم ممرضو جامعة العلوم الطبية في كرمانشاه، وعمال مسلخ "ماكيان ألوان" في مدينة ري، وموظفون من شركة نفط "فلات قاره" في جزيرة لاوان، تجمعات احتجاجية ضد تجاهل مطالبهم.
وسبق أن نظم العمال في قطاع النفط يوم 31 أكتوبر مظاهرة أمام مكتب رئاسة الجمهورية في طهران، جدّدوا فيها احتجاجهم على الوعود الحكومية غير المنفذة بشأن إلغاء المقاولين والوسطاء.
وأكد هؤلاء العمال، الذين جاءوا من المحافظات الغنية بالنفط إلى العاصمة طهران، أنه رغم وعود حكومة مسعود بزشکیان، فلم يتحقق أيّ من الوعود حتى الآن.

