عقدت منظمة "العفو الدولية" مؤتمرًا في مدينة غوتنبرغ السويدية، بعنوان "لإنقاذ حياة أحمد رضا جلالي"، الطبيب والباحث الإيراني- السويدي المحكوم بالإعدام في إيران. وهدف المؤتمر، بحسب المنظمين، هو لفت أنظار الرأي العام والحكومات مجددًا إلى الوضع الغامض والمتدهور لجلالي.
وقال عضو منظمة "العفو الدولية"، رضا برومند، في تصريح لـ "إيران إنترناشيونال"، يوم الجمعة 7 نوفمبر (تشرين الثاني): "هدفنا من عقد هذا المؤتمر هو التركيز على قضية إنقاذ حياة الدكتور أحمد رضا جلالي، وهو سجين مزدوج الجنسية حُكم عليه ظلمًا، ويقبع في السجن منذ عشر سنوات".
وأكد برومند أن حكم الإعدام قد صدر بحق جلالي، مضيفًا: "للأسف، قصّرت الحكومة السويدية كثيرًا في موضوع مبادلته مع حميد نوري (مسؤول إيراني قُدم للمحاكمة في السويد بتهم الإعدام الجماعي وتعذيب السجناء السياسيين)، ولن نغفر لها هذا التقصير".
وفي المؤتمر نفسه، تحدثت فيدا مهران نيا، زوجة أحمد رضا جلالي، عن سنوات الانتظار الطويلة، والجهود التي بذلتها من أجل إطلاق سراحه، وعن التعذيب والضغوط التي تعانيها الأسرة، قائلة: "خلال هذه السنوات أدركت أن العدالة ليست مفهومًا نظريًا مجردًا، بل تعني أن نتأكد من أن لا أحد يُحرم من حريته دون سبب".
وفي 25 سبتمبر (أيلول) الماضي، وبعد ثلاثة أشهر من انقطاع الأخبار عنه إثر نقله من سجن "إيفين" بطهران، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، اتصل جلالي بزوجته ليخبرها بأنه أُعيد إلى السجن ذاته. وخلال الاتصال، تحدث عن عمليات نقله المتكررة والعنيفة التي تعرّض لها على يد قوات الأمن.
شهادة زميله في السجن
تحدث مسعود مصاحب، زميل جلالي السابق في السجن، وهو أيضًا سجين سابق مزدوج الجنسية، عن سلوك جلالي الإنساني في السجن، وعن مساعداته الطبية للسجناء الآخرين، وإضراباته المتكررة عن الطعام، مؤكدًا أن النظام الإيراني ينظر إلى مزدوجي الجنسية على أنهم "جواسيس".
وقال مصاحب: "لقد حُكم عليّ أنا شخصيًا بالإعدام من قِبل الجلاد المعروف القاضي صلواتي. ست مرات ساقوني إلى منصة الإعدام، لكنني في النهاية خرجت من قبضتهم حيًا".
وأما المحامية والباحثة في منظمة العفو الدولية، رها بحريني، فتحدثت عن "عشر سنوات من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان" بحق جلالي، بما في ذلك الحبس الطويل في زنزانة انفرادية، وحرمانه من الرعاية الطبية، والنقل المتكرر إلى أماكن مجهولة، إضافة إلى التعذيب النفسي الذي تتعرض له عائلته.
وأكدت منظمة العفو الدولية أنها ستواصل جهودها لوقف تنفيذ حكم الإعدام بحق جلالي وضمان إطلاق سراحه الفوري، داعية المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط سياسية وقانونية لمنع استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في هذه القضية.
الاعتقال والمحاكمة
اعتُقل أحمد رضا جلالي في مايو (أيار) 2016، بعد أن لبّى دعوة من جامعتي طهران وشيراز لزيارة إيران، ووجّهت إليه تهمة "التجسس".
وأصدر القاضي أبو القاسم صلواتي، أحد أبرز منتهكي حقوق الإنسان في القضاء الإيراني، حكم الإعدام بحقه في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، ثم صدّقت عليه المحكمة العليا.
وقد نفى جلالي مرارًا تهمة التجسس، مؤكدًا أن تلفيق القضية والحكم الصادر ضده جاء نتيجة رفضه "طلب التعاون مع الحرس الثوري الإيراني والتجسس على الدول الغربية".

