بينما رفض كمال خرازي، مستشار لمرشد الإيراني، علي خامنئي، إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، وطالب الإيرانيين بـ"الصبر الأقصى" ردًا على سياسة "الضغط الأقصى" الأميركية، دعا آخرون إلى ضبط النفس والتعامل بدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي، الذي يعمل مستشارًا لـ"خامنئي"، قوله لصحيفة "اليوم" العراقية: "إن ضغط الولايات المتحدة وإسرائيل لن يوقف البرنامج النووي الإيراني"، واستبعد التفاوض مع واشنطن "طالما استمرت الأحادية الأميركية".
وفي مؤتمر حزب "مردم سالاري" الإصلاحي، انتقد النائب البرلماني، جليل رحيمي جهانابادي، قرارات الحكومة والبرلمان، قائلاً إنها لم تحل أي مشكلة. ودعا طهران إلى "تجنب تحدي القوى الإقليمية والعالمية، لأن ذلك قد يكون مكلفًا لإيران".
وأوضح قائلاً: "ترامب يشكك في جميع المعايير الديمقراطية للغرب، وعلينا أن ندير شؤون البلاد في هذا الوضع".
وفي الوقت نفسه، طالب "المتشددين" بعدم تحدي الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، محذرًا من أنه "إذا تم تقويضه، فلن يكون هناك من يعالج مشاكل البلاد".
وفي تطور منفصل، حذر الإصلاحي البارز، بهزاد نبوي، الحكومة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، وقال: "إن الوضع الاقتصادي في إيران مزرٍ، ولا يمكن للبلاد تحمل تأجيل المفاوضات مع الولايات المتحدة لأربع سنوات أخرى، حتى يغادر ترامب البيت الأبيض".
ووفقًا لوكالة أنباء العمال الإيرانية "إيلنا"، فقد اعترف نبوي بأنه "بينما تتطلب الأزمة الاقتصادية في إيران إجراءات عاجلة، لا يمكن لطهران التسرع في المفاوضات مع ترامب".
واقترح أن تبدأ إيران أولاً بالمفاوضات مع أوروبا لتخفيف العقوبات، التي دمرت الاقتصاد تدريجيًا. مضيفًا: "في الوقت نفسه، يجب أن نتوصل إلى هدنة مع الولايات المتحدة". لكن لم يوضح ما يمكن أن تقدمه أوروبا لإيران أو كيف يمكن لطهران إقناع ترامب بالانتظار حتى تكون جاهزة للمفاوضات.
يُشار إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقّع أمرًا تنفيذيًا لاستئناف سياسة "الضغط الأقصى" ضد إيران، في بداية فبراير (شباط) الجاري، مطالبًا باتفاق دائم يمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية.
ومع ذلك، أشار نبوي إلى أن الحل القصير الأمد لمشاكل إيران يتطلب رفع العقوبات، ولكن إذا كان ذلك غير ممكن، يجب على طهران اللجوء إلى ترشيد استهلاك المواد الغذائية والسلع الأساسية للحد من تأثير العقوبات.
ومنذ سبتمبر (أيلول) الماضي، انخفضت قيمة العملة الإيرانية بنسبة تقارب 50 في المائة، وارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، ومن المتوقع مزيد من التضخم في الأشهر المقبلة.
ويبدو أن الإجماع العام في وسائل الإعلام الإيرانية يشير إلى أن البلاد تواجه تحديات قاسية، وأن الحكومة تبدو غير قادرة على إيجاد مزيد من الأموال لتمويل الواردات.
وفي تطور ذي صلة، حذرت صحيفة "جمهوري إسلامي" المحافظة المسؤولين الإيرانيين من الثقة في روسيا.
وبعد زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى طهران مؤخرًا، حذرت الصحيفة، قائلة: "لا يمكننا ارتكاب خطأ آخر. لا تثقوا في روسيا!".
وجادلت الصحيفة بأنه سيكون من الخطأ لوزارة الخارجية الإيرانية الثقة في قوة أجنبية "ثبت عدم موثوقيتها" في التجارب السابقة، بما في ذلك خلال المفاوضات النووية، والحرب في أوكرانيا، وسوريا قبل سقوط الأسد، والخلافات حول ملكية إيران لثلاث جزر في المياه الخليجية.
وأشارت "جمهوري إسلامي" إلى أن زيارة لافروف كانت مرتبطة باتفاق كبير بين الولايات المتحدة وروسيا، وقد تؤثر على مستقبل العلاقات الإيرانية الأميركية.
وانتقدت الصحيفة أيضًا وكالات الأنباء الإيرانية الحكومية؛ بسبب "ممارساتها الصحافية المضللة"، متهمةً إياها بالتركيز على التفاصيل غير المهمة، بدلاً من النتائج الجوهرية للمحادثات مع المسؤولين الأجانب.
وحذرت من أن هذه الطريقة "تؤدي إلى تقويض الثقة العامة في الإعلام الإيراني" وتدفع الجمهور للبحث عن الأخبار المتعلقة بإيران من وسائل إعلام أجنبية، معتبرة هذا التحول "خسارة كبيرة".