لا تزال تداعيات مقتل الطالب بجامعة طهران، أمير محمد خالقي، في ظروف غامضة، تشكل محطة اهتمام بارزة في الصحف الإيرانية الصادرة يوم الأحد 16 فبراير (شباط).
وحاولت بعض الصحف، مثل "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، تبرئة ساحة الأمن والعناصر المرتدية للزي المدني، متهمة المعارضة في الخارج بمحاولة تلفيق تهمة مقتل الطالب وإلصاقها بالأمن.
وعنونت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية حول الموضوع، وكتبت: "تقبل المسؤولية.. الاعتذار والاستقالة"، مشيدة بموقف وزارة العلوم؛ حيث اعتذرت على خلفية احتجاجات الطلاب في السكن الطلابي، بعد مقتل زميلهم في ظروف غامضة، واعتقال بعضهم من قِبل أجهزة الأمن وحرس الجامعة.
كما لفتت الصحيفة إلى استقالة رئيس السكن الطلابي، بعد ضغوط مورست عليه؛ بسبب تهاونه في منع قوات الأمن وحرس الجامعة من مهاجمة الطلاب الغاضبين والمحتجين على مقتل زميلهم.
وفي شأن آخر نشرت صحيفة "آرمان ملي" مقالاً للكاتب والدبلوماسي الإيراني السابق، عبد الرضا فرجي راد، قال فيه إن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تعملان على شن حرب نفسية ضد إيران بهدف التأثير السلبي على الاقتصاد الإيراني.
ولفت الكاتب إلى أن الدول الأوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف تنضم إلى هذه الحرب، بجانب أميركا وإسرائيل، من خلال تشديد الانتقادات والضغوط فيما يتعلق بنشاط إيران النووي.
ومن القضايا الأخرى، التي تناولتها صحف إيران اليوم، هي انعكاسات إلغاء رحلات طيران إيرانية إلى بيروت، وقيام إيران برد مماثل من خلال منع الطيران اللبناني من الهبوط في طهران؛ حيث اتهمت صحف أصولية، مثل "جام جم"، الولايات المتحدة الأميركية بالوقوف وراء هذه الأزمة.
كما أشارت الصحيفة إلى تدخل الجيش اللبناني لتفريق المتظاهرين المحتجين في الشوارع المؤدية للمطار، بعد أن قاموا بإغلاق الطرق وحرق الإطارات، وعنونت في تقريرها حول الموضوع: "السفارة الأميركية.. غرفة عمليات الفوضى في بيروت".
وأجرت صحيفة "شرق" الإصلاحية مقابلة مع المحلل السياسي، محمد علي سبحاني، حول مستقبل العلاقة بين طهران ودمشق، والذي قال إنه من الضروري أن تحدث مبادرة لبناء علاقات بين البلدين بعد التطورات الأخيرة.
ولفت الكاتب إلى أن قطر بإمكانها أن تلعب دور الوسيط في استئناف العلاقات بين دمشق وطهران؛ كون قطر تحظى بعلاقات ودية مع كلا الطرفين في إيران وسوريا.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"جوان": الأعداء يريدون تفجير الاضطرابات وأعمال الشغب لضرب الاستقرار في إيران
ذكرت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن "الأعداء تواصلوا إلى أن الاضطرابات وأعمال الشغب هي السياسة الأكثر نفعًا وتحقيقًا لمآربهم وأهدافهم في إيران، بعد انهيار الاتفاق النووي، والعيش في أجواء الحرب مع إسرائيل، وبدء الموجة الجديدة من الضغط القصوى لإدارة ترامب ضد إيران".
وانتقدت الصحيفة التجمعات، التي نظمها "المتطرفون" ضد الحكومة، وقالت إن هذه التجمعات تسهّل الطريق على الأعداء.. داعية السلطات والجهات المعنية إلى التعامل بحسم مع هؤلاء المشاركين في هذه الاحتجاجات.
وشددت الصحيفة الأصولية على أن إيران اليوم في أمس الحاجة للوفاق والوحدة الوطنية؛ لإفشال خطط الأعداء ومؤامراتهم على يد أشخاص في الداخل، ينفذون خطط الأعداء هذه، سواء كانوا عارفين بذلك أو جاهلين، على حد قول الصحيفة.
"جمهوري إسلامي": "طالبان" تستمر في انتهاك التعهدات.. والمسؤولون الإيرانيون في سبات عميق
انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" صمت المسؤولين في طهران تجاه ما سمته "نكث طالبان لوعودها" في قضية حصة إيران من المياه المشتركة في الأنهار الواقعة بين البلدين.
وكتبت الصحيفة، في مقالها الافتتاحي: "حكومة طالبان وخلال 3 سنوات ونصف السنة من نقض الوعود والتعهدات أثبتت أنها لا تشكل تهديدًا كبيرًا على أمن إيران واستقرارها".
وأضافت الصحيفة: "أن المسؤولين الإيرانيين المعنيين بملف طالبان يعيشون في سبات عميق، أو أنهم غير مستعدين لمواجهة هذا التهديد الكبير من قِبل الحركة الأفغانية.
كما زعمت الصحيفة أن حركة طالبان بعثت بجموع غفيرة من الأفغان للدخول إلى إيران كلاجئين، ومن بينهم عناصر مندسون تابعون للحركة، للحضور والبقاء في مدن ومحافظات إيران.
"آرمان ملي": إيران تتفاوض مع الجميع.. باستثناء أميركا وإسرائيل
قالت صحيفة "آرمان ملي": "إن إيران قد حسمت أمرها فيما يتعلق بالمفاوضات؛ حيث إنها أعلنت استعدادها للتفاوض مع جميع دول العالم، إلا إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية".
ونقلت الصحيفة تصريحًا عن المرشح الرئاسي السابق، مصطفى بور محمدي، الذي دافع عن موقف خامنئي من المفاوضات مع أميركا، وقال: "إن هذا الموقف ستكون له تبعات على إيران، لكن كل من يريد أن يحفظ عزته وحريته واستقلاله لا بد له من دفع التكاليف".
كما أشار الكاتب إلى موقف الشعب الإيراني من هذا الصراع الأميركي- الإيراني، وأوضح: "الشعب الإيراني الآن يمر بظروف صعبة، وكلنا نفهم ذلك، لكن حضور الشعب في الانتخابات دل على أنه مستعد لتحمل الضغوط والصمود بوجه الأعداء"، حسب تعبير الكاتب.