أفادت مصادر حكومية إيرانية بأن طهران تجري محادثات غير مباشرة مع الحكومة السورية الجديدة، ولكنها ستتخذ قرارها النهائي بشأن دورها المستقبلي في البلاد "في الوقت المناسب".
وقال الممثل الخاص لإيران في منطقة غرب آسيا، محمد رضا رؤوف شيباني، في مقابلة نُشرت اليوم السبت 15 فبراير (شباط): " نراقب تطورات الوضع في سوريا بتأنٍ وصبر، وسنتخذ قرارنا المحدد عندما يحين الوقت".
وأكد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، بشأن تبادل "الرسائل الإيجابية" بين طهران ودمشق، بعد الإطاحة بحكومة بشار الأسد، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وكانت الحكومة الإيرانية قد تورطت بعمق في الحرب الأهلية السورية منذ بدايتها؛ حيث أرسلت قوات نظامية وميليشيات لدعم حكم بشار الأسد.
وشدد وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، في تصريحات أدلى بها خلال القمة العالمية للحكومات في دبي، هذا الأسبوع، على أنه بينما تلقت سوريا "رسائل واضحة وإيجابية" من كل من إيران وروسيا، فإن هذه الرسائل بحاجة إلى أن تُترجم إلى "سياسة واضحة تجعل الشعب السوري يشعر بالطمأنينة".
وكانت إيران وروسيا، الداعمتان الرئيسيتان للأسد خلال النزاع الدموي، الذي بدأ في سوريا عام 2011، قد لعبتا دورًا كبيرًا في إحكام قبضته على السلطة حتى الهجوم السريع الذي شنته المعارضة المسلحة، في ديسمبر الماضي، وأجبره على اللجوء إلى موسكو. ومنذ ذلك الحين، سعت كلا الدولتين إلى الحفاظ على نفوذهما في سوريا، في ظل المشهد السياسي الجديد.
وقد تبنت أوروبا موقفًا واضحًا في دعم القيادة السورية الجديدة؛ حيث تعهد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتقديم المساعدة في مواجهة الإرهاب ومنع عودة الميليشيات المدعومة من إيران.
وقال ماكرون، في مؤتمر باريس حول سوريا، المنعقد مؤخرًا، وحضره قادة إقليميون وغربيون: "الأولوية هي ضمان ألا تصبح سوريا منصة لوجيستية للميليشيات المرتبطة بإيران، والتي تسعى إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي".
وفي وقت سابق، كانت إيران قد استثمرت بشكل كبير في بقاء الأسد؛ حيث يُعتقد أنها أنفقت ما يتراوح بين 30 و50 مليار دولار. والآن، تواجه إيران تحديًا في إعادة ضبط استراتيجيتها، وقد تعهد المرشد علي خامنئي في عدة مناسبات باستعادة نفوذ إيران في سوريا، مما يزيد من تعقيد الوضع الحالي.