تزامناً مع انقطاع الغاز في مناطق من المحافظات الشمالية الإيرانية، أعلن محمد رضا عارف، النائب الأول لرئيس الجمهورية، عن خسائر مالية بالمليارات بسبب انقطاع الغاز والكهرباء.
وأعلن هجبر جوادي، المدير التنفيذي لشركة غاز محافظة مازندران، اليوم الأربعاء 12 فبراير (شباط)، أن الغاز انقطع عن عدد من مشتركي المنازل في كلاردشت وبعض القرى الجبلية في تشمستان وآمل وبيشهر وتشلوس بسبب البرد الشديد وزيادة الاستهلاك والمشكلات الفنية في محطات الضخ.
وأضاف أن الغاز قُطع عن جميع الصناعات الكبيرة والصغيرة وحتى محطات تعبئة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) في كامل المحافظة.
وفي الوقت نفسه، أفاد المسؤولون في شركة الغاز بانقطاع الغاز في مناطق أخرى من المحافظات الشمالية بسبب زيادة الاستهلاك.
وقال علي طالبي، المدير التنفيذي لشركة غاز محافظة كلستان، إن سبب انقطاع الغاز في بعض أحياء مدينة كركان هو الانخفاض الحاد في ضغط الغاز، مشيراً إلى أن الغاز قُطع عن بعض الوحدات الصناعية لضمان استمرار توفير الغاز للمنازل.
من جهته، قال مسعود برادران نصيري، مدير شركة غاز محافظة كيلان، إن الغاز قُطع عن 35 مركزاً إدارياً حكومياً "بسبب الاستهلاك العالي"، كما تم قطع الغاز عن 109 منازل ريفية غير مأهولة في المحافظة.
وأعلن سعيد توكلی، المدير التنفيذي لشركة الغاز الوطنية الإيرانية، يوم الثلاثاء، عن تسجيل رقم قياسي جديد في استهلاك الغاز بلغ 681 مليون متر مكعب خلال 24 ساعة في القطاعات السكنية والتجارية والصناعية.
من جهة أخرى، أكد المسؤولون الحكوميون مراراً وجود نقص في الكهرباء والغاز، مما أدى إلى إغلاق المكاتب الحكومية والمراكز التعليمية عدة مرات في الأسابيع الأخيرة بسبب نقص الطاقة.
وفي هذا السياق، قال محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني، إن الخسائر التي تقدر بالمليارات في الصناعة نتيجة انقطاع الكهرباء والغاز "غير مقبولة" بالنسبة للحكومة.
ووعد بوضع خطط "لحل مشكلة العجز" ولزيادة القدرة الإنتاجية للكهرباء بمقدار 10 آلاف ميغاواط من خلال تحديث محطات الطاقة واستخدام الطاقة الشمسية بحلول صيف العام المقبل.
إغلاق المكاتب الحكومية والمدارس في 24 محافظة
واليوم الأربعاء 12 فبراير (شباط)، تم إغلاق المكاتب الحكومية والمدارس في 24 محافظة. كما تم نشر العديد من التقارير أمس الثلاثاء حول انقطاع الكهرباء على نطاق واسع في طهران.
وكانت مناطق مثل نارمك وطهران بارس وباسداران وشهرك غرب وأجزاء من وسط طهران من بين المناطق التي شهدت هذه المشكلة.
وفي بعض المناطق، رافق انقطاع الكهرباء هتافات احتجاجية ليلية.
بعد ذلك، أصدرت شركة توزيع الكهرباء بياناً جاء فيه: "بسبب البرد الشديد، وزيادة استهلاك الغاز المنزلي، والقيود المفروضة على توفير الغاز ونقله إلى محطات الطاقة، تم قطع الكهرباء".
وفي الوقت نفسه، قال محمد الله داد، نائب رئيس شركة توزيع الكهرباء، إن أزمة الكهرباء ستستمر، مؤكداً أن المشكلة لن تُحل بالكامل خلال عام 2025.
وأضاف: "نحاول تحسين الوضع، ولكن مع هذا العجز الكبير الذي نواجهه، لا يمكن حل المشكلة خلال عام واحد".
وبعد الانتقادات الواسعة لانقطاع الكهرباء في طهران، أعلن محسن باك نجاد، وزير النفط، أن المشكلة ليست بسبب نقص الوقود لمحطات الطاقة، بينما قالت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة، إن السبب هو "عدم توفير الوقود لمحطات الطاقة".
أزمة الطاقة مستمرة
وتواجه إيران منذ سنوات، وبشكل خاص منذ بداية عام 2024، سلسلة من أزمات الطاقة. وتسمي السلطات هذه الأزمة "العجز"، وغالباً ما تلقي باللوم على المواطنين.
واعتمدت الحكومة على حملات دعائية مثل ظهور بزشكیان وهو يرتدي معطفاً في المنزل، وتشجيع المواطنين على المشاركة في حملة "خفض الحرارة درجتين"، متهمة الإيرانيين بأنهم من أكبر المستهلكين للطاقة.
ووفقًا للإحصائيات المتاحة، كان معدل استهلاك الطاقة السنوي للفرد في إيران في عام 2022 حوالي 40 كيلوواط/ساعة. في المقابل، بلغ هذا المعدل في قطر 226 كيلوواط/ساعة، وفي الإمارات العربية المتحدة 150 كيلوواط/ساعة، وفي السعودية 83 كيلوواط/ساعة، وفي روسيا 60 كيلوواط/ساعة.