كتبت زهرا رهنورد، إحدى قائدات "الحركة الخضراء" في إيران، عن بداية حبسها هي ومير حسين موسوي عام 2011، حيث اقتحمت القوات الأمنية منزلهم، ووضعت على أعينهم وأفواههم الأغطية، وكبلت أرجلهم بالسلاسل، ثم نقلتهم إلى "مكان تحت الأرض" لـ"إجبارهم على التوبة".
وفي مقال بعنوان "زمان ومكان برزخي؛ ذكرى أول أيام الاعتقال في 14 فبراير (شباط) 2011"، التي نُشرت اليوم الأربعاء 12 فبراير (شباط) على موقع "كلمة"، كتبت رهنورد أنه بعد نقلهم إلى المكان المهجور تحت الأرض، أغلق "رجال مجهولون يرتدون أقنعة" الأبواب عليهم في "لحظة خارج نطاق الزمن".
وأشارت زهرا رهنورد، وهي شخصية بارزة في الاحتجاجات ضد نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2009 وزوجة مير حسين موسوي، أشارت إلى حصار مدخل الزقاق الذي كانوا يقيمون فيه من قبل القوات الأمنية، وكتبت: "عشرات من العملاء هاجموا منزلنا... ليس بالبنادق أو السيوف، ولكن بوجوه قاسية وعديمة الرحمة. في يد أحدهم ورقة تتهمنا بجرائم وهمية. تتصاعد أصوات الأبواب الحديدية وهي تُغلق".
وكتبت زهرا رهنورد- التي تخضع للإقامة الجبرية منذ 14 عامًا- عن تفتيش منزلهم من قبل العملاء: "دون أي خجل أو مراعاة... كما لو كانوا متعمدين في صخبهم وهم يقلبون كل شيء في المنزل. أصوات الصخب والضجيج. ويتم سحب الأشياء الثقيلة، الخزانات والأرائك والمكتبات وأجهزة التلفزيون والأواني والأدوات المنزلية من مكانها وإعادتها بشكل عشوائي".
وأعربت عن ارتياحها لأنها كانت قد نقلت معظم الأعمال الفنية الخاصة بها ومعظم المنحوتات واللوحات التي كانت لديها مع مير حسين موسوي خارج المنزل قبل الهجوم، وأضافت: "ما تم توجيهه لهم غير موجود في هذا المنزل. هم يعرفون أن هذه مجرد حجج. أدوات التواصل مع الغرباء؟! إنها مجرد ذريعة لاعتقالنا".
هذا وسبق أن دعا 350 ناشطًا سياسيًا في 9 فبراير (شباط) الجاري، قبيل بدء العام الخامس عشر من الإقامة الجبرية لقادة الحركة الخضراء، إلى إنهاء القيود المفروضة على زهرا رهنورد ومير حسين موسوي ومهدى كروبي.
وفي جزء آخر من روايتها، أشارت رهنورد إلى أن المرشد علي خامنئي كان قد وصف قادة الحركة الخضراء بأنهم "رؤساء الفتنة"، وكتبت: "الآن أصبحنا قادة الفتنة؛ المصطلح الذي تم اختلاقه في عام 2009 من قبل المرشد الظالم والفاحش تجاه الناخبين المحتجين الذين كانوا يطالبون باسترداد أصواتهم من الشخص الذي أعلن نفسه فائزًا بالتزوير".
رئيسة جامعة الزهراء السابقة، أشارت إلى أن النظام كان يخطط لإخفائهم، قائلة: "السلطات تحاول إخفاء حقيقة أن هناك امرأة تحت الإقامة الجبرية. منذ بداية الحبس الجبري، كانوا حريصين على عدم ذكر اسم رهنورد أو السيدة فاطمة كروبي، ربما يعتبرون وجود امرأة في السجن أمرًا غير مهم وغير جدير بالذكر".
الإقامة الجبرية في إيران
يذكر أنه بعد الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات الرئاسة في يونيو (حزيران) 2009، والتي عُرفت بـ"الحركة الخضراء"، تم وضع المرشحين المعترضين مير حسين موسوي ومهدى كروبي، بالإضافة إلى زوجتيهما زهرا رهنورد وفاطمة كروبي، تحت الإقامة الجبرية منذ مارس (آذار) 2011.
وقد خرجت فاطمة كروبي من الإقامة الجبرية لاحقًا في عام 2012، ومهدى كروبي لم يعد تحت الإقامة الجبرية حاليًا.
كما فُرضت الإقامة الجبرية ومنع التصوير سابقًا على بعض الشخصيات الأخرى من قادة النظام الإيراني، بما في ذلك آية الله حسين علي منتظري، النائب السابق لمؤسس نظام الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني، وبعض معارضي النظام.
وكتب أبو الفضل قدیاني، السجين السياسي، في 27 يناير (كانون الثاني) الماضي رسالة من سجن إيفين، قال فيها إن الإقامة الجبرية لمير حسين موسوي وزهرا رهنورد ومهدى كروبي هي نتيجة "الضغينة والانتقام من جانب علي خامنئي".