حذرت من احتجاجات واضطرابات.. صحيفة تابعة للحرس الثوري الإيراني تطالب باستقالة الرئيس

Monday, 02/10/2025

حذرت صحيفة إيرانية متشددة من احتمالية حدوث احتجاجات واضطرابات في جميع أنحاء إيران، وسط توترات سياسية تتعلق بالمفاوضات مع الولايات المتحدة، وانخفاض قيمة العملة المحلية، منتقدة تعامل إدارة الرئيس مسعود بزشكيان مع الأزمات.

ونقلت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، عن مستشار لم تسمه للرئيس الأسبق حسن روحاني قوله يوم الأحد: "إذا لم يحقق الرئيس مسعود بزشكيان نتائج من المفاوضات، فعليه أن يتنحى ويترك منصب الرئاسة قبل أن تسقط الثلوج في طهران".

وأشار المقال في "جوان" إلى أن هذا الشعور تجاه إدارة الرئيس مسعود بزشكيان يجد صدى لدى كل من مؤيدي الحكومة ومعارضيها.

وأضافت الصحيفة: "هذه الفكرة تكتسب زخماً ليس فقط بين الموالين للحكومة ولكن أيضاً بين معارضيها"، مشيرة إلى أن بعض الفصائل السياسية "المشبوهة" التي ظهرت حديثاً، خاصة بعد الانتخابات الأخيرة، تبدو وكأنها تناور لجعل بزشكيان غير فعال بإعاقة المفاوضات وتوجيهه نحو سيناريو إما أن يستقيل طواعية أو يواجه طريقاً صعباً نحو العزل البرلماني".

وأكدت الصحيفة أن "هذا الضغط لإزاحة الرئيس يشبه شفرتي مقص، تقطعان أعمق في المشهد السياسي وتدفعان البلاد نحو أزمة كبرى قبل نهاية العام".

وزعمت "جوان" أن أجهزة الاستخبارات المعادية ترى أن السخط العام المتزايد الناجم عن عدم كفاءة الحكومة وارتفاع معدلات الفقر وعدم المساواة قد يؤدي إلى احتجاجات في إيران، مما قد يتسبب في اضطرابات مشابهة لأحداث نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.

وفي عام 2019، اندلعت موجة من الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران، عُرفت باسم "نوفمبر الدامي"، بعد زيادة أسعار الوقود. وما بدأ كمظالم اقتصادية سرعان ما تحول إلى مطالب بإسقاط النظام والمرشد علي خامنئي.

وبحسب مصادر مختلفة، قتلت القوات الأمنية ما لا يقل عن 1500 متظاهر بين 15 و17 نوفمبر (تشرين الثاني).

وتواجه حكومة بزشكيان ضغوطاً متعارضة. فبينما يتم حثها على تخفيف العقوبات الأميركية، فإنها تواجه حظراً صارماً على المفاوضات مع واشنطن فرضه المرشد خامنئي يوم الجمعة الماضي.

ومنذ رفض خامنئي، شهدت العملة الإيرانية انهياراً حادًا، حيث وصلت إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 91 ألفا و500 تومان يوم الأحد.

وقال المرشد الإيراني البالغ من العمر 85 عاماً خلال لقاء مع أفراد القوات الجوية في طهران: "لا ينبغي التفاوض مع مثل هذه الحكومة [الأميركية]؛ فهذا ليس حكيماً ولا ذكياً ولا شريفاً".

وأضاف: "لن يتم حل أي مشكلة من خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة".

كما قال غلام علي حداد عادل، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام والمقرب من خامنئي، يوم الأحد: "على أولئك الذين يدعمون المفاوضات مع ترامب أن يوضحوا ما هم مستعدون لتقديمه في صفقة لإقناعه برفع العقوبات".

وأضاف: "السيد خامنئي يقدم حججاً لموقفه؛ وعلى أولئك الذين يؤيدون التفاوض مع ترامب أن يقدموا حججهم أيضاً".

وحذر عالم الاجتماع تقي آزاد أرمكي، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد"، من احتمالية حدوث احتجاجات، مشيراً إلى "الأسعار المرتفعة، ارتفاع سعر الدولار، الإيجارات العالية، المشاكلات الصحية، الهجرة، والفقر المطلق" كضغوط رئيسية على السكان.

وقال: "هذه القضايا لم تُحل بعد، وإذا لم يتم التعامل معها، فستظهر قريباً على شكل احتجاجات واسعة النطاق".

وانتقد "جماعات التطرف" المعارضة للمفاوضات لتقويضها الحكومة، قائلاً إنه يجب السيطرة عليها وأن تعمل لمصلحة النظام الحاكم.

وأضاف أرمكي، مشيراً إلى المتشددين: "إذا لم يتم كبح التطرف في الوضع الحالي، فسيستمر في اتخاذ شكل موجة واسعة النطاق وسيضر بالنظام بأكمله. لا ينبغي السماح للأزمات الاجتماعية بأن تتحول إلى أزمات أمنية".

كما انتقد الكاتب البارز أحمد زيد آبادي أئمة صلاة الجمعة، متهمًا إياهم بتقديم رسائل متناقضة ومربكة.

وخلال صلاة الجمعة، صدحت هتافات تعارض المفاوضات مع الولايات المتحدة وداعميها- بما في ذلك مساعد الرئيس للشؤون الاستراتيجية جواد ظريف- بينما أدان أئمة صلاة الجمعة، ممثلو خامنئي، الفكرة.

وانتقد زيد آبادي أيضاً محاولات المتشددين الذين يقولون إنه لا حاجة للتفاوض مع الولايات المتحدة لأن ذلك لن يحل الأزمة المالية الإيرانية.

وكتب: "إنهم يلقون باللوم على أميركا بشكل روتيني في جميع المشكلات الثقافية والاجتماعية والسياسية للبلاد، حتى وإن كانت أميركا لا تدعي ولا تملك القدرة على خلقها. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالقضايا الاقتصادية، فإنهم يعزون جميع المشكلات تقريباً إلى سوء الإدارة الداخلية بينما يتجاهلون تأثير العقوبات الأميركية الواسعة. التناقضات أصبحت صاخبة".

مزيد من الأخبار