صحف إيران:

خامنئي ضد المفاوضات.. وعصا ترامب النفسية.. وسيناريوهات ما بعد الرفض

Saturday, 02/08/2025

حسم المرشد الإيراني علي خامنئي رأيه، بعد أسابيع من الجدل الإعلامي حول موضوع المفاوضات مع أميركا، حيث رفض ضمنيا إجراء أي مفاوضات في المرحلة المقبلة مؤكدا أن التفاوض مع واشنطن الآن "ليس قرارا حكيما ولا شريفا ولا ذكيا".

وكان خامنئي قد زعم في تصريحات له أمس الجمعة خلال لقائه مع قادة القوات الجوية والدفاع الجوي للجيش، أن التفاوض مع أميركا "ليس له أي تأثير في حل مشاكل البلاد".

وقد خففت الصحف الإصلاحية الصادرة اليوم نبرتها، والتي كانت سابقا تتجلى في دعوتها الحثيثة النظام إلى الانخراط في مفاوضات عاجلة وسريعة مع الولايات المتحدة الأميركية لتخليص البلاد من مشاكلها وأزماتها الراهنة.

في المقابل كانت الكلمة العليا اليوم للصحف المعارضة للمفاوضات وهي الصحف الأصولية والمتشددة، حيث وجدت في كلام خامنئي وتصريحاته سندا لها ولمواقفها السابقة في رفض المفاوضات.

صحيفة "كيهان" على سبيل المثال اعتبرت أن كل من يدعون إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة "حمقى" و"خونة" وشددت على ضرورة أن لا يتولى هؤلاء أي مسؤولية مهمة في النظام.

صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري أيضا قالت إن المفاوضات تحت عصا ترامب النفسية التي تخيف السذج لا تكون لها أي فائدة بل إنها ستكون سببا في إضعاف مكونات القوة الوطنية الإيرانية.

وعنونت صحيفة "سازندكي" الإصلاحية صفحتها الأولى وكتبت "المرشد الإيراني يعلن معارضته لإجراء المفاوضات".

وقالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن خطأ ترامب الكبير في تعامله مع إيران هو استخدامه للغة القوة والزور وهي لغة تتعارض مع ماهية المفاوضات وطبيعتها، مضيفة أن ترامب إذا كان يريد المفاوضات بشكل حقيقي فعليه أولا أن يتخلى عن هذه اللغة وثانيا يجب أن يقدم ضمانات موثوقة.

والآن إلى قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:

"كيهان": الداعون إلى المفاوضات مع أميركا إما حمقى أو خونة

قالت صحيفة "كيهان" بعد يوم من تصريحات خامنئي برفض المفاوضات مع أميركا إن الداعين إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة هم إما "حمقى" أو "خونة" وفي كلا الحالين لا يصلحون لكي يتولوا مسؤوليات مهمة وحساسة في نظام البلاد.

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأميركية لا تنكر أن هدفها الاستراتيجي هو إسقاط النظام الإيراني وتؤكد باستمرار أن هذا الهدف الاستراتيجي لا يتغير بتغيير الحكومات من جمهوريين أو ديمقراطيين.

وأوضحت الصحيفة أنه وبعد كلام خامنئي الذي وصف الداعين إلى المفاوضات بأنهم "يدعون الفهم السياسي" و"إدراك لعبة السياسة والعلاقات الدولية" عليهم أن يعيدوا النظر في فهم الخسارة الكبيرة التي تترتب على المفاوضات مع أميركا، وإذا لم يفهموا ذلك فيجب ألا يكون لهم أي مسؤولية في النظام لأنهم يفتقرون إلى الفهم والشعور والإدراك، "حسب تعبير الصحيفة".

وتابع كاتب ومدير تحرير الصحيفة حسين شريعتمداري أن هؤلاء الداعين إلى المفاوضات إذا كانوا يدركون حجم الخسارة من المفاوضات مع أميركا ويصرون رغم ذلك فإنهم لا بد أن يكونوا "خونة".

"آرمان ملي": ما السيناريوهات بعد رفض خامنئي للمفاوضات مع أميركا؟

نشرت صحيفة "آرمان ملي" مقالا للكاتب أحمد زيد آبادي تحدث فيه عن مستقبل العلاقة بين إيران وواشنطن بعد رفض المرشد أمس إجراء المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية.

وذكر الكاتب في مقاله أن هناك سيناريوهين اثنين بعد هذه المواقف من المرشد، فتلجأ إيران إلى السيناريو الأول بالعمل والتفاوض المكثف مع الدول الأوروبية لمنعها من تفعيل "آلية الزناد" قبيل انتهاء صلاحية الاتفاق النووي في أكتوبر (تشرين الأول) القادم، مضيفا أن مثل هذا الاتفاق لابد وأن ترضى عنه الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل لأن الاتحاد الأوروبي لن يبرم اتفاقا دون موافقة مع أميركا.

والسيناريو الثاني حسب الكاتب زيد آبادي هو أن تلجأ إيران بعد يأسها من الاتفاق مع أوروبا إلى تغيير استراتيجيتها النووية وتستعد لكافة التبعات بما فيها احتمالية المواجهة العسكرية، وفي حال تم اتخاذ مثل هذا القرار فإن الداعمين للمفاوضات لن يكون لهم أي مكان في الحكومة.

"جوان": على مسؤولي الحكومة تأييد كلام خامنئي في رفض المفاوضات من أجل الحفاظ على الوحدة الداخلية

قالت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري إن بعض أنصار المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية قد يطالبون الرئيس مسعود بزشكيان بالاستقالة بعد مواقف المرشد علي خامنئي من هذا الموضوع.

وأوضحت الصحيفة أنه من المنطقي والعقلاني أن تقوم الحكومة ومسؤولوها بدعم موقف خامنئي ومساندته من خلال التأكيد على رفض المفاوضات، وذلك من أجل الحفاظ على الوحدة الداخلية، لكن قد نرى أن بعض الأطراف في الحكومة يبدأون معارضة ضمنية وصريحة لموقف المرشد، وقد يطالبون الرئيس بزشكيان بالاستقالة.

وكتبت الصحيفة أن كلام خامنئي في رفض المفاوضات كان صريحا وشفافا لكي يسد الطريق على أي تفسيرات وتحليلات مغايرة لموقفه الرافض للمفاوضات.

مزيد من الأخبار