التطورات الإقليمية وتأثيرها على مسار العلاقة بين إيران والولايات المتحدة كان أحد الملفات التي ناقشتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 4 فبراير (شباط).
صحيفة "شرق" رأت أن ما شهدته المنطقة في الأشهر الأخيرة وتراجع قدرة إيران الإقليمية ربما يكون سببا في التوصل لاتفاق شامل وبعيد المدى، حيث أصبحت أوراق طهران قليلة، وأنها أكثر تقبلا لما تريده الأطراف الأخرى.
صحف أخرى مثل "همشهري" الأصولية ذكرت أن الولايات المتحدة الأميركية في عهد ترامب لم تعد تفكر في الخيار العسكري لمواجهة إيران، خلافا لما تريده إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
من الملفات الأخرى التي كانت حاضرة في التغطية الصحفية اليوم الثلاثاء هو الفساد المستشري في أروقة الحكم بإيران، حيث ذكرت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن أنوعا مختلفة من مافيات الفساد باتت متنفذة في منظومة الحكم الإيرانية، مؤكدة أنه لم يعد هناك شك في أن وضع إيران وطريقة الحكم فيها ليست جيدة.
الصحيفة أشارت كذلك إلى تدخل العديد من الأطراف في قرار وزارة الخارجية الإيرانية، وعرقلة أي محاولة تعمل عليها الحكومة المنتخبة من قبل الشعب، حيث يحاول التيار الأصولي توجيه مسار سياسات إيران الخارجية، مشددة على ضرورة أن تكون وزارة الخارجية تعمل بشكل مستقل عن هذه الضغوط، ولا يحق لأي طرف التدخل في مهام ومسؤوليات الحكومة.
صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية بدورها انتقدت مواقف رؤساء السلطات الثلاث في إيران، وهم محمد باقر قاليباف رئيس البرلمان وغلام حسين محسني إيجه اي رئيس السلطة القضائية ومسعود بزشكيان رئيس السلطة التنفيذية، وقالت إن هؤلاء المسؤولين يظهرون في الإعلام بصوت المعارض والمنتقد متجاهلين أنهم هم المسؤولون وصناع القرار، ويجب عليهم أن يكونوا هم موضع الانتقاد والمساءلة.
وأضافت الصحيفة: رؤساء السلطات الثلاث في إيران لا يزالون يظهرون بمظهر المنتقد والناصح، في حين يجب عليهم أن يظهروا بصوت المعالج والمقدم لحل المشكلات التي تواجهها إيران اليوم وغدا.
ونوهت الصحيفة إلى أن إيران اليوم أصبحت أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى حوار وطني شامل للخروج من الأزمة الراهنة، وليس اجتماعات روتينية تكون مخرجاتها تصريحات وخطابات مكررة ومملة.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"شرق": تراجع مكانة إيران الإقليمية قد يسهل عليها التوصل لاتفاق مع الغرب
قالت صحيفة "شرق" الإصلاحية إن التطورات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في الـ17 شهرا الماضية من شأنها أن تسهل مسار العمل والتفاهم بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، فسقوط نظام الأسد في سوريا، وتصريحات الغربيين حول إضعاف حلفاء إيران الإقليميين، وتقييد قدرة إيران على دعم هذه الجماعات أصبح سببا في خلق التفاهم والتوصل لاتفاق بين طهران والعواصم الغربية.
ورأت الصحيفة أن هذا الموضوع سيقلل من احتمالية معارضة إسرائيل أو الدول العربية لمثل هذا الاتفاق بين إيران والدول الغربية، مضيفة أن قضية الصواريخ الإيرانية لن تكون سببا في عرقلة احتمالية الاتفاق، وتوقعت أن لا تصر الأطراف الغربية على مقاومة طهران حول هذا الموضوع ورفضها التفاوض عليه.
وشددت الصحيفة على أن الظروف الجديدة ستجعل من الدول العربية مرحبة باتفاق بين إيران والولايات المتحدة، لأن هدفها سيكون تجنب تبعات المواجهة العسكرية بين طهران وواشنطن.
"همشهري": أميركا لم تعد تنوي مهاجمة إيران عسكريا في عهد ترامب
نقلت صحيفة "همشهري" ما ذكرته بعض وسائل الإعلام الأميركية من تقرير حول خطة إسرائيلية بمشاركة الولايات المتحدة الأميركية لشن هجمات عسكرية على إيران، بعد الهجوم الثاني الذي نفذته طهران في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ردا على الهجوم الإسرائيلي.
ونقلت الصحفة كذلك أن الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب ترفض مثل هذه الخيارات، ولديها هدف آخر يستلزم إنهاء التصعيد وحالة الصدام التي تعيشها المنطقة.
وأضافت الصحيفة أنه لم يعد هناك حديث عن مهاجمة إيران عسكريا في الفترة المقبلة، بل إن ترامب يفكر في إعادة إعمار غزة من خلال المفاوضات الإقليمية مع دول عربية، ولن يعارض ترامب مثل هذه السيناريوهات، حسب ما جاء في الصحيفة.
"فرهيختكان": نصف الشعب الإيراني لا يثق في الحكومة
قالت صحيفة "فرهيختكان" إنه ووفقا لاستطاع رأى أجرته مراكز بحثية مؤخرا فإن نسبة ثقة الإيرانيين بحكومة مسعود بزشكيان في وضع غير جيد، فأكثر من 50 في المائة من الإيرانيين يعتقدون أن الحكومة غير فاعلة، ولا تستطيع حل مشكلات مثل التضخم والبطالة.
وأضافت الصحيفة أن 28 في المائة منهم يرون أن أداء الحكومة في هذه الملفات متوسط، فيما يرى 15 في المائة أن أداءها ناجح ومقبول.
وعلى صعيد السياسة الخارجية ذكرت الصحيفة أنه ووفقا لهذا الاستطلاع فإن 30 في المائة يرون الحكومة عاجزة عن التعامل مع السياسات الخارجية ومعالجة المشكلات في هذا الصعيد، فيما يرى 24 في المائة بأن الحكومة لديها إمكانيات متوسطة، و30 في المائة يرون أن قدرة الحكومة في هذا الملف عالية.