بعث السجين السياسي الإيراني، محمد داوري، برسالة من محبسه بسجن عادل آباد في شيراز، مؤكدًا فيها تعرضه للتعذيب والتهديد بالاغتصاب، وتلفيق القضايا ضده في مركز الاحتجاز، المعروف بـ"البلوك 100"، محملاً المرشد علي خامنئي، المسؤولية عن المأساة التي يعانيها هو وأفراد عائلته.
وفي هذه الرسالة، التي نُشرت يوم السبت 8 فبراير (شباط)، على شكل مقطع صوتي عبر حسابه على "إنستغرام"، انتقد داوري حرمانه من العلاج المناسب، والإهمال المتعمد، والظروف السيئة التي يعيشها السجناء بسجن عادل آباد بمدينة شيراز، جنوبي إيران.
وأشار هذا السجين السياسي إلى أنه تعرض لتعذيب شديد خلال 17 يومًا من اعتقاله في مركز احتجاز إدارة المعلومات في شيراز، وأُجبر على الإضراب عن الطعام، وكتب قائلاً: "يهاجم البعض السجون في عهد الشاه، وسجون إسرائيل بحجة حقوق الإنسان، لكنهم لا يريدون أن يروا ما يحدث على بُعد خطوات منهم".
وجدير بالذكر أن داوري، الذي سُجن عدة مرات، بسبب أنشطته المدنية في إيران، يقضي حاليًا حكمه بالسجن لمدة ثلاث سنوات؛ بتهمة "إهانة خامنئي"، في سجن عادل آباد بشيراز منذ مايو (أيار) 2024.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلنت فرشته تابانيان، محامية داوري، عن تعرض موكلها للتعذيب في مركز احتجاز إدارة المعلومات في شيراز، وقالت إن الطب الشرعي أكد وجود كدمات وجروح على الضلوع والصدر والساقين.
وأشار داوري إلى هذا الموضوع قائلاً: "في حين أن القضاة المعنيين الذين أقسموا على العدالة والمقدسات، يبرئون الجلادين، عبر إصدار قرار بعدم المتابعة. الآن أسألكم: ما هو الأمل الذي يمكن أن نضعه في هذا الجهاز القضائي؟".
وفي الجزء الأخير من رسالته، وفي إشارة إلى إحدى خطب خامنئي، التي قال فيها: "لا يمكن لأي أمة أن تستعيد شرفها وكرامتها وهويتها واستقلالها إلا من خلال الصمود والنضال، ولن يعطي العدو أي شيء للأمة بالتوسل"، كتب داوري مخاطبًا إياه: "لذا، كما كان الحال دائمًا، أنا صامد دفاعًا عن شرفي وكرامتي وهويتي واستقلالي، وفي مواجهة أعدائي، سأظل صامدًا".
وعلى مدار أكثر من أربعة عقود، نُشر العديد من التقارير عن التعذيب المنهجي للمعتقلين والسجناء السياسيين في مراكز الاحتجاز والسجون التابعة للنظام الإيراني.
وقد أسفر هذا التعذيب، في حالات عديدة، عن وفاة المعتقلين، أو إصابتهم بإصابات أسفرت عن عاهات مستديمة، ولم يعلن النظام الإيراني تحمله أية مسؤولية عن تلك الوفيات أو الأضرار، التي لحقت بهؤلاء الأشخاص، بسبب التعذيب.
وفي حين أن التعذيب في السجون ومراكز الاحتجاز لا يزال مستمرًا في إيران، فإن المادة 38 من الدستور الإيراني تحظر أي نوع من التعذيب؛ للحصول على اعترافات أو معلومات.
وبالاستناد إلى هذه المادة في الدستور، دائمًا ما تتجنب طهران الانضمام إلى "اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب".
وقبل بدء سجنه في مايو 2024، أكد داوري، الذي تعرض لضغوط وصعوبات من قِبل السلطات التابعة للنظام، قائلاً: "لسنا غرباء عن المقاومة، وسنقف ضد الظلم".