تتباين المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وتعليقات القراء بشأن التقارير التي نشرتها بعض وسائل الإعلام حول إمكانية عقد اجتماع بين رئيسي الولايات المتحدة وإيران.
وقد عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء 5 فبراير (شباط)، عن أمله في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مُعلنًا استعداده للتفاوض مع نظيره الإيراني. وأضاف أنه لا يهتم بمن يبدأ الاتصال.
وأشار بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنه رغم كون مسعود بزشكيان رئيساً فعلياً لإيران، فإنه بخلاف ترامب لا يُعد صاحب السلطة العليا في البلاد. وأكدوا أن بزشكيان يحتاج إلى موافقة المرشد علي خامنئي لاتخاذ أي قرارات مهمة، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية.
وقال أحد المعلقين: "لترامب سلطة مطلقة في الولايات المتحدة في كل شيء. هل لدى بزشكیان أيضًا سلطة مطلقة؟"، مشيرًا إلى أن بزشكیان لا يملك السلطة حتى لتحقيق الوعود الصغيرة مثل "إزالة فلاتر منصات وسائل التواصل الاجتماعي".
وفي منشور على منصة "إكس"، خاطب أمين أصغري، باحث في الاقتصاد السياسي، بزشكیان: "عليك بعقد اجتماع عاجل مع الخبراء السياسيين والاقتصاديين والثقافيين والدبلوماسيين، ثم تقديم ملخص إلى المرشد بعد الاجتماع، ودعوة ترامب إلى إيران بعد موافقته! ترامب جاهز للاتفاق".
ومثل كثيرين، وفي منشور مفصل موجه إلى بزشكیان، دعا نائب الرئيس الأسبق حسن روحاني، حميد أبو طالبي، إلى الدبلوماسية بدلاً من العداء، وحث الرئيس الإيراني على الاتصال بترامب والإشارة إلى استعداد إيران للمحادثات، مشيرًا إلى الحاجة للتوصل إلى اتفاق مبدئي "لمنع المزيد من التوترات، والتخفيف من المخاطر، وتجنب تفعيل آلية العودة إلى العقوبات أو التصعيد إلى نزاع وحرب".
القلق الاقتصادي
وعبّر العديد من الإيرانيين، في ردهم على التقارير الإعلامية والمناقشات على وسائل التواصل الاجتماعي حول إمكانية استئناف العقوبات القصوى، عن قلقهم بشأن الأوضاع الاقتصادية.
وقال البعض إن رفض التفاوض مع ترامب قد يؤدي إلى عواقب اقتصادية وخيمة، كما يظهر من الاستجابة السريعة لسوق العملات الأجنبية لإعلان العقوبات، وانخفاض قيمة التومان.
وقال أحد المستخدمين على "إكس": "انسوا [إمكانية] المفاوضات. ما سيحدث هو الضغط الأقصى ووقف مبيعات النفط الإيراني. هذا يعني المزيد من البؤس والشقاء لنا جميعًا".
وحث قارئ مجهول آخر على إجراء مفاوضات شاملة، قائلاً: "فكروا في رفع العقوبات بدلاً من تضييع الفرص وطرح الشعارات الفارغة".
وقد حاز هذا التعليق، الذي نُشر على موقع "تابناك" الإخباري المحافظ تحت عنوان "عودة ترامب إلى الضغط الأقصى ضد إيران: إعادة السير في طريق غير قابل للتنفيذ"، على 125 إعجابًا و9 عدم إعجاب.
وكانت هناك تعليقات أخرى على نفس المقال تعكس مشاعر مشابهة، متنبئة بأوقات عصيبة لإيران إذا استمرت العداوات مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، لم يتفق الجميع. وقال أحد القراء: "يجب على الحرس الثوري أن يعطي الأميركيين درسًا جديدًا"، بينما عارض 297 مستخدمًا هذا التعليق، ودعمه 36 فقط.
المعارضة للمفاوضات
وأعاد الراديكاليون المعارضون للمفاوضات مع الولايات المتحدة التأكيد في منشوراتهم على أنه لا يجب أن يلتقي أي مسؤول إيراني بترامب. واستشهدوا بدوره في اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) 2020. وقال أحد المستخدمين على "إكس": "نطالب بالقصاص لقتلة الجنرال سليماني".
وانتقد إلهسان، وهو ناشط متشدد على وسائل التواصل الاجتماعي لديه أكثر من 3700 متابع، وسائل الإعلام الإصلاحية لانتقائها المبالغ في إبراز تصريحات ترامب. وكتب: "تهديدات ترامب بتدمير إيران، وفرض الضغط الأقصى، ومنع مبيعات النفط قد تم تجاهلها من قبل الإصلاحيين، الذين يركزون بدلاً من ذلك على استعداده للقاء بزشكیان".
ومن المثير للاهتمام أن بعض وسائل الإعلام المتشددة، بما في ذلك صحيفة "همشهري"، نشرت عناوين مثل "ترامب: أنا جاهز للتحدث مع بزشكیان".