حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات حصرية تفيد بإلغاء رحلة شركة الطيران الإيرانية الخاصة "إيران إيرتور" إلى باريس بعد اعتراض "إيران إير" على نقل ملكية الشركة إلى القطاع الخاص.
وكشف مصدر مطلع، أمس الخميس 30 يناير (كانون الثاني)، في حديث لـ"إيران إنترناشيونال"، أنه بعد الإعلان الرسمي للمتحدث باسم الحكومة الإيرانية عن تسيير رحلات "إيران إيرتور" إلى باريس، صرّح الرئيس التنفيذي لشركة "إيران إير" خلال اجتماع خاص بأنه قدّم وثائق أدت إلى إلغاء هذه الرحلات.
وأضاف المصدر أن "إيران إيرتور" لا تزال تابعة لـ"إيران إير" بسبب عدم تنفيذ التزاماتها والتزامات مديرها التنفيذي بعملية الخصخصة، ما يعني أن نقل ملكية الشركة إلى القطاع الخاص لم يكتمل بشكل قانوني.
كما أظهرت تحقيقات "إيران إنترناشيونال" أن عملية خصخصة "إيران إيرتور" لم تتم بالشكل الصحيح، وأنه لا توجد وثائق قانونية تثبت انتقالها الكامل إلى القطاع الخاص.
وقد ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية، نقلًا عن الرئيس التنفيذي لشركة "إيران إيرتور"، أن فرنسا ألغت تصريح الرحلات إلى باريس "دون أي سبب".
وأكد الرئيس التنفيذي أن "الإلغاء لم يكن من جانب الشركة"، وأصدرت "إيران إيرتور" بيانًا حمّلت فيه السلطات الفرنسية مسؤولية إلغاء الرحلات بين طهران وباريس.
وجاء في البيان: "بكل أسف، نبلغكم بأن الرحلة المباشرة بين طهران وباريس قد أُلغيت بشكل غير متوقع وبقرار أحادي الجانب من قبل هيئة الطيران المدني الفرنسية، في خطوة غير مهنية".
ووعدت الشركة بأنها ستعيد الأموال التي دفعها المسافرون "في أقرب وقت ممكن".
يشار إلى أنه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن حسين بورفرزانه، رئيس هيئة الطيران المدني الإيرانية، أن "إيران إيرتور" ستستأنف رحلاتها إلى باريس اعتبارًا من 1 فبراير (شباط)، مشيرًا إلى أن استئناف هذه الرحلات كان نتيجة "عمل دبلوماسي مكثف" استمر شهرًا كاملًا من قبل وزارة الخارجية الإيرانية وهيئة الطيران المدني وشركة "إيران إيرتور".
إلا أن المعلومات الحصرية التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" تشير إلى أن المنافسة الداخلية بين شركات الطيران الإيرانية، بالإضافة إلى تقرير "إيران إير" للجانب الفرنسي، أدت إلى تقويض هذا الجهد، ما يعني أن فرنسا لم تلغِ الرحلات "دون سبب".
السياق الدولي وتأثير العقوبات
وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض عقوبات على شركات الطيران الإيرانية "إيران إير"، و"ساها"، و"ماهان إير"، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بسبب نقلها طائرات مسيّرة وتكنولوجيا عسكرية إلى روسيا.
وفي ذلك الوقت، صرّح مقصود أسعدي ساماني، الأمين العام لاتحاد شركات الطيران الإيرانية، بأن "إيران إير" كانت الشركة الإيرانية الوحيدة التي لديها رحلات إلى أوروبا، وأنه بعد فرض العقوبات، لن تكون هناك رحلات جوية إيرانية إلى القارة.
يُذكر أن إيران تُعتبر من الحلفاء الرئيسيين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا، حيث تتهم طهران بإرسال طائرات مسيّرة هجومية من طراز "شاهد 131" و"شاهد 136" لاستخدامها في العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أفادت تقارير إعلامية بأن إيران سلّمت روسيا شحنة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، على الرغم من التحذيرات الغربية.