في أعقاب موجة الغضب الشعبي والتضامن الواسع مع الشاب الإيراني أميد سرلك، الذي وُجد جثّة هامدة في محافظة لرستان بعد أن أضرم النار في صورة علي خامنئي، أطلقت حسابات مقرّبة من النظام الإيراني حملةً على وسائل التواصل الاجتماعي للتغطية على جريمة قتله وتلميع صورة خامنئي.
وبحسب تحقيق أجرته قناة "إيران إنترناشيونال" اليوم الأربعاء 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، فقد نشرت خلال اليومين الماضيين عشرات الحسابات التابعة للتيارات الموالية للنظام مقاطع فيديو متشابهة تحاول صرف أنظار الرأي العام عن الغضب المتزايد إزاء مقتل سرلك.
وتُظهر هذه المقاطع أشخاصًا– وغالبًا من الوجوه المعروفة في الحملات الدعائية للنظام– وهم يحملون صور خامنئي، ينظرون إليها بعاطفة، ثم يضعونها على صدورهم.
وفي بعض المقاطع، تُعرض أولًا مشاهد لأشخاص معارضين يشعلون النار في صور خامنئي، ثم يظهر الموالون وهم يُقبّلون صور المرشد ويضعونها على قلوبهم، بينما تُبَث في الخلفية أناشيد تمجّد خامنئي.
ويُرافق هذه المنشورات عبارات مثل: "لنرَ الآن من هو الأكثر محبة"، مع استخدام وسوم مثل #قلبي_معك، و#الزعيم، و#آقا.
هذه الحملة تمثل تكرارًا لأسلوب دعائي مألوف لدى النظام الإيراني، يسعى إلى إظهار مشهدٍ مصطنع من الولاء الشعبي للمرشد.
خلفية القضية
بدأت الحملة الرسمية مباشرة بعد انتشار فيديو لأميد سرلك وهو يحرق صورة خامنئي، أعقبه العثور على جثته في مدينة أليكودرز.
وقالت عائلته إنه قُتل، في حين زعمت وسائل الإعلام الرسمية أن الحادث انتحار نتيجة "فشل عاطفي".
لكن وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن ملابسات القضية تشير إلى تورط النظام الإيراني في مقتله.
وخلال جنازته في 2 نوفمبر، هتف المشيعون بشعارات: "الموت لخامنئي"، و"الموت للديكتاتور".
كما أشعل المواطنون في مختلف المدن صور خامنئي والخميني، تعبيرًا عن تضامنهم مع سرلك.
حملة تضامن شعبية في الداخل والخارج
خلال الأيام الماضية، أرسل العديد من الإيرانيين مقاطع فيديو إلى قناة "إيران إنترناشيونال" يظهرون فيها وهم يحرقون صور المرشدين ويقولون: "نحن جميعًا أميد سرلك".
وفي أحد المقاطع، ظهر عدد من الشباب وهم يغنون النشيد الثوري "دايه دايه وقت جنكه" (يا أمي، حان وقت الحرب)، بينما يحرقون صور خامنئي تخليدًا لذكرى سرلك.
محاولة فاشلة لتزييف الوعي العام
رغم الجهد المنظم من قبل الإعلام الحكومي لإحياء مشهد الولاء للمرشد، فإن الاحتجاجات الرمزية وانتشار الغضب الشعبي داخل إيران وخارجها جعل رواية "الانتحار" الرسمية غير قابلة للتصديق.
ويرى كثير من الإيرانيين أن ما حدث اغتيال سياسي بأوامر حكومية، بينما تُعدّ الحملة الإعلامية الأخيرة محاولة مكشوفة لتزييف الحقيقة وتغطية الجريمة.
ومع تصاعد موجة التضامن الشعبي، يبدو أن الرواية الرسمية فقدت قدرتها على السيطرة على الرأي العام، فيما يواصل الغضب الشعبي ضد النظام الإيراني الاشتعال يومًا بعد آخر.

