وسائل إعلام إيرانية تحذّر من تفاقم أزمة نقص الأدوية بعد تفعيل "آلية الزناد"

Sunday, 10/26/2025

حذّرت صحيفتان صادرتان في طهران، يوم الأحد 26 أكتوبر (تشرين الأول)، من تفاقم أزمة نقص الأدوية في إيران، بعد تفعيل "آلية الزناد" (العودة التلقائية للعقوبات)، مؤكّدتين أن توقف خطوط الإنتاج المحلية أصبح "أمرًا لا مفرّ منه".

وأشارت صحيفة "اعتماد" إلى أن "الظروف الحالية لتأمين العملة والاعتمادات اللازمة لصناعة الدواء، في ظل التأثير الواضح وغير القابل للإنكار للعقوبات الأممية وتفعيل "آلية الزناد"، تجعل من تعطل خطوط الإنتاج ونقص الأدوية الحاد حتى نهاية العام أمرًا لا مفرّ منه".

ونقلت الصحيفة عن مجتبی سركندي، ناشط في قطاع الدواء، قوله إن سبب النقص في بعض الأصناف يعود إلى تأثر المواد الأولية. وأضاف: "قبل تفعيل آلية الزناد، كان اعتماد صناعة الدواء على المواد الكيميائية المساعدة المستوردة نحو 30 في المائة، لكن منذ 28 سبتمبر (أيلول) الماضي لم يعد تأمين هذه الكمية مضمونا، كما أن إنتاج بعض المواد الفعّالة محليًا أصبح مهددًا بالتوقف".

وأوضح سركندي أن اضطراب استيراد هذه المواد قد يعرقل خطوط إنتاج المواد الفعّالة التابعة لها، ما سينعكس في النهاية على إنتاج العديد من الأدوية واسعة الاستهلاك.

ويأتي ذلك بعد أن قللت السلطات الإيرانية سابقًا من تأثير إعادة فرض العقوبات الأممية، معتبرة أن تداعياتها ستكون مجرد "تأثيرات نفسية". إلا أن انتهاء المهلة البالغة 30 يومًا، المنصوص عليها في "آلية الزناد"، أعاد فرض جميع العقوبات السابقة على إيران، فجر الأحد 28 سبتمبر الماضي، وهو ما انعكس مباشرة على الاقتصاد.

تأثير على الأطفال المصابين بأمراض نادرة
في السياق نفسه، نقلت صحيفة "شرق" عن ناشطين وأسر مصابين بالأمراض النادرة أن "العقوبات ونقص الميزانية وغياب التخطيط لنقل التكنولوجيا الدوائية إلى البلاد جعلت العلاجات الحديثة والتجارب السريرية غير متاحة".

وقال ناصر دانشور، ممثل أسر المرضى، إن الحكومة لم تتخذ أي إجراء جاد لاستيراد الأدوية الفعّالة الحديثة، مضيفًا أن الحالة الصحية لأطفالهم تتدهور يوميًا؛ بسبب نقص الأدوية وقلة الإمكانات العلاجية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الوضع يؤدي إلى تراجع جودة الحياة، وفي بعض الحالات الوفاة المبكرة.

ونقلت الصحيفة عن والد أحد المصابين بمرض "دوشن" العضلي قوله: "متوسط عمر مرضى دوشن في إيران لا يتجاوز 20 عامًا، بينما يصل في دول العالم وحتى في بعض دول المنطقة إلى نحو 40 عامًا أو أكثر، حيث يتمكن المرضى هناك من حياة أطول وأكثر جودة".

وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد ذكرت، عبر تقرير لها، في بتاريخ8 أكتوبر الجاري، أن أسعار الأدوية في إيران ارتفعت بشكل كبير بعد تفعيل "آلية الزناد" وعودة العقوبات، سواء للأدوية الخاصة أو المستحضرات البسيطة، مثل أقراص وعلاجات نزلات البرد، مما اضطر المواطنين إلى زيارة عدة صيدليات؛ بحثًا عن تأمين احتياجاتهم.

مزيد من الأخبار