ذكرت مجلة "فورين بوليسي" في تقرير لها أن المرشد الإيراني علي خامنئي يسعى من خلال "استراتيجية مزدوجة" إلى الصمود في وجه الظروف الجديدة وقضاء ما تبقى من فترة رئاسة دونالد ترامب، والتي تمتد ثلاث سنوات أخرى.
ووفق التقرير، تقوم هذه الاستراتيجية المزدوجة على مبدأ "الوحدة في القمة والقمع في القاعدة"، وقد صُممت لكسب الوقت.
وكتبت "فورين بوليسي": "يرى خامنئي أن السنوات الثلاث المتبقية من إدارة ترامب ستكون صعبة، لكن حساباته بسيطة: إذا تمكن النظام من الحفاظ على استقراره الداخلي والسيطرة على الاحتجاجات، فسيكون قادراً على تحمّل الضغوط الخارجية إلى أن تتغير الظروف الجيوسياسية".
وأشار التقرير إلى تدهور الوضع الاقتصادي في إيران بعد تفعيل آلية الزناد، مضيفاً أن عودة العقوبات الأممية لم تكن فقط "هزيمة دبلوماسية كبرى" لطهران، بل أيضاً "عمّقت مشكلاتها الاقتصادية".
ومع انتهاء المهلة البالغة 30 يوماً المحددة في آلية الزناد، أُعيد فرض جميع العقوبات السابقة للأمم المتحدة على إيران اعتباراً من 28 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وكان مسؤولون في النظام الإيراني قد تحدثوا في الأسابيع الماضية عن "رد قاسٍ" على عودة العقوبات، ملوّحين بخيارات مثل الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) أو حتى تطوير قنبلة نووية.
مع ذلك، أعلن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في 12 أكتوبر أن طهران ستظل ملتزمة بمعاهدة NPT.
وفي 7 أكتوبر، توقع البنك الدولي أن يتراجع النمو الاقتصادي في إيران خلال العام الجاري بنحو 2 %، وأن يستمر هذا الانكماش في العام المقبل أيضاً.
صبر النظام الإيراني.. أقدم استراتيجيات البقاء
تابعت "فورين بوليسي" أنه رغم تصاعد العقوبات، من غير المرجح أن تتجه طهران نحو تصعيد كبير مع الغرب.
ووفق التقرير، يهدف النظام الإيراني إلى تجاوز ما تبقى من فترة رئاسة ترامب، ولتحقيق هذا الهدف "سيعود على الأرجح إلى أقدم استراتيجيات بقائه: الصبر".
وأضافت المجلة: "سيزيد النظام من الطابع الأمني في الداخل، ويستعرض قوته العسكرية، وينتظر الانتخابات الأميركية المقبلة على أمل وصول رئيس جديد أكثر ميلاً إلى التسوية في البيت الأبيض".
وتابعت: "بالنسبة لخامنئي، الذي بات أضعف لكنه ما يزال ممسكاً بالسلطة، فإن ضبط النفس ليس علامة ضعف بل ضرورة حيوية. فهو يفضّل أن يذكره التاريخ كرمز للصمود وبطل مناهض لأميركا، لا كزعيم مهزوم ومُهان خضع لسياسة 'الاستسلام غير المشروط' التي يتبعها ترامب".
وفي 23 سبتمبر، أكد خامنئي مجدداً على استمرار البرنامج النووي الإيراني وتخصيب اليورانيوم داخل البلاد، واعتبر التفاوض مع أميركا "خسارة محضة".
واختتمت "فورين بوليسي" تقريرها بالقول: "بينما تُظهر العقوبات أن إيران في مأزق، ترى طهران أن الوحدة والقمع والصبر كافية لإبقاء النظام صامداً وسط العاصفة. ومن هذا المنظور، فإن مجرد الصمود يُعدّ شكلاً من أشكال النصر".

