أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أحمد بخشايش أردستاني، أن المرشد علي خامنئي ألغى القيود المفروضة على مدى الصواريخ. وجاءت هذه التصريحات في وقت تطالب فيه الدول الغربية علنًا بفرض قيود على برنامج طهران الصاروخي.
وقال أردستاني، الأربعاء 8 أكتوبر (تشرين الأول)، في حديث لموقع "ديده بان إيران"، إنه في وقتٍ سابق، كان "المرشد الإيراني ولأسبابٍ رآها مناسبة قد قال إن مدى الصواريخ الإيرانية يجب أن يُحصر بـ2200 كيلومتر"، مضيفًا أنه الآن "ألغى أي قيودٍ على مدى الصواريخ".
وأوضح النائب الإيراني مبرّرًا ذلك بالقول: "عندما نرى أن الولايات المتحدة تهاجمنا، فإن فرض قيودٍ على مدى صواريخنا في مثل هذا الوضع يُعدّ تصرفًا انفعاليًا، لذلك من المنطقي ألا نقبل بأي قيودٍ على قدراتنا الصاروخية".
وأضاف: "قوّتنا الأساسية في الحرب هي الصواريخ، ولذلك يجب أن نعزّز أهم عنصرٍ في قدراتنا العسكرية، أي البرنامج الصاروخي، من دون أي قيود".
وتابع بخشايش أردستاني قائلًا: "نحن مستعدّون للتفاوض بشأن البرنامج النووي، لكن في ما يتعلق بالبرنامج الصاروخي فلن تكون هناك أي مفاوضات".
وكانت مسألة زيادة مدى الصواريخ الإيرانية قد طُرحت سابقًا؛ إذ أكد خامنئي في فبراير (شباط) الماضي على "ضرورة التقدّم في جميع المجالات العسكرية"، قائلًا: "مثلًا، إذا كنّا قد حدّدنا في فترةٍ سابقة مستوى معينًا من الدقة لصواريخنا، وكنّا اليوم بحاجة إلى زيادته، فيجب القيام بذلك".
كما قال محمد جعفر أسدي، نائب مدير دائرة التفتيش في مقر خاتم الأنبياء المركزي للحرس الثوري، في الأول من أكتوبر، ردًّا على دعوات الدول الأوروبية لتقليص مدى الصواريخ الإيرانية: "مدى صواريخ إيران سيزداد إلى أي نقطة ضرورية".
وفي وقتٍ سابق أيضًا، كشف كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية التابع للنظام الإيراني، في مقابلة مع قناة "الميادين" في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن احتمال زيادة مدى الصواريخ الإيرانية.
وقال خرازي حينها: "إذا أصبح النظام الإيراني مهدّدًا وجوديًا، فسوف نضطر إلى تغيير عقيدتنا العسكرية. نحن نملك الآن القدرة اللازمة لإنتاج السلاح، والعائق الوحيد هو فتوى المرشد التي تحرّم إنتاج السلاح النووي".
وقد طُرح موضوع إلغاء القيود على مدى الصواريخ الإيرانية في تصريحات أحمد بخشايش أردستاني بعد أن حذّر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يوم الاثنين 6 أكتوبر (تشرين الأول)، من أن النظام الإيراني "يبني صواريخ باليستية بمدى 8 آلاف كيلومتر"، وهي صواريخ قال إنها، مع تطويرٍ بسيط، يمكن أن تضع مدن نيويورك وواشنطن وبوسطن وميامي الأميركية ضمن نطاق الأهداف النووية لطهران.
وأكد نتنياهو، في مقابلة مع المحلّل السياسي والصحافي الأميركي المحافظ بن شابيرو، على دور إسرائيل في كبح النظام الإيراني خلال العامين الماضيين، والتصدي للخطر النووي الصادر عن أولئك الذين يرفعون شعار "الموت لأميركا".
وأشار إلى التعاون بين إسرائيل وأميركا ضد النظام الإيراني، موضحًا أنه رغم "إبعاد" النظام الإيراني و"تفكيك محوره في المنطقة" و"تدمير المزيد من قواته الوكيلة"، فإن خطر البرنامج النووي والصواريخ الباليستية للنظام الإيراني لا يزال قائمًا.
وفي الوقت نفسه، دعا "مجلس التعاون الخليجي" والاتحاد الأوروبي في بيانٍ مشترك إلى استئناف التعاون الكامل بين النظام الإيراني والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإلى "وقف تطوير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة وأي تكنولوجيا أخرى" تهدّد أمن هذه المناطق وما وراءها.
وجاء في البيان أن توسّع البرامج الصاروخية والمسيّرة للنظام الإيراني "ينتهك السلام والأمن الدوليين".
وأثارت تصريحات نتنياهو والبيان المشترك لمجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي انتقاداتٍ من مسؤولي النظام الإيراني ووسائل إعلامه الرسمية.
وفي الخامس من أكتوبر (تشرين الأول)، حذّر دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، من أنه إذا حاول النظام الإيراني استئناف برنامجه النووي، فإن أميركا "ستتعامل معه مجددًا".
وفي الأسابيع الأخيرة، أفادت عدة وسائل إعلام ومراكز أبحاث، استنادًا إلى صورٍ فضائية، بأن النشاط في منشأة "كَلَنغ غَزلا" تحت الأرض لا يزال مستمرًا، وأن النظام الإيراني يواصل عمليات بناءٍ موسّعة في تلك المنشأة القريبة من الموقع النووي في نطنز.
وكان ترامب قد قال سابقًا، في قاعدة نورفوك البحرية بولاية فرجينيا، إن النظام الإيراني "كان على وشك امتلاك سلاحٍ نووي خلال شهرٍ واحد قبل الضربة الأميركية"، مضيفًا: "الآن يمكنهم استئناف عملياتهم مجددًا، لكنني آمل ألا يفعلوا ذلك".

