أعلن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان قبل مغادرته نيويورك متوجهًا إلى طهران، أنه إذا كان لا بد من الاختيار بين "مطالب أميركا غير المنطقية وآلية الزناد"، فإن طهران ستختار "آلية الزناد". يأتي ذلك رغم ارتفاع سعر الدولار في سوق إيران إلى 113 ألف تومان بعد عودة العقوبات الأممية.
وقال بزشکیان، الذي غادر إلى طهران، بعد حضوره اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم السبت 27 سبتمبر (أيلول)، لوسائل الإعلام: "إن الأميركيين يريدون أن نسلمهم كل اليورانيوم المخصّب لدينا، وفي المقابل يمنحوننا ثلاثة أشهر فقط"، ووصف هذا الاقتراح بأنه "غير مقبول"، مشددًا: "إذا كان علينا أن نختار بين مطالب أميركا غير المنطقية وآلية الزناد، فاختيارنا هو آلية الزناد".
وقبل عودته من الولايات المتحدة، أضاف الرئيس الإيراني: "إنهم سيطرحون مطلبًا آخر بعد شهور، ويقولون إننا نريد تفعيل آلية الزناد"، مضيفًا: "نظرًا إلى إيمان أبناء إيران الأكارم بوطنهم وسلامة أراضيهم وكرامتهم، وبالعلاقات التي نملكها مع الجيران وبلدان مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، سنتجاوز هذا الوضع".
وجاءت هذه التصريحات فيما قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، خلال مؤتمرها الصحافي الأسبوعي، قبل أربعة أيام، في 23 سبتمبر الجاري، إن اليورانيوم الإيراني المخصّب "مدفون في مكان ما" ولا يمكن الوصول إليه.
وعلى الرغم من التغطية الواسعة من قِبل وسائل الإعلام الرسمية حول مفاوضات النظام الإيراني مع الأطراف الأوروبية للتوصل إلى اتفاق يمنع تفعيل "آلية الزناد"، فقد توقعت صحيفة "صبح صادق" الإيرانية، عبر تحليل نشرته في 20 يوليو (تموز) الماضي، أن "آلية الزناد" ستُفعل.
ونشرت هذه الصحيفة اليومية التابعة للحرس الثوري الإيراني، في ذلك الوقت، مقترحًا بأن يتبنّى المسؤولون الحكوميون مهمة "التحضير النفسي للمجتمع" لمواجهة العواقب الاقتصادية الشديدة لتفعيل "آلية الزناد"، مع تجنّب "إثارة الآمال" بشأن ذلك.
ووصلت تداعيات ذلك الوضع إلى سوق العملات والذهب في إيران؛ حيث كان سعر الدولار في السوق الحرة بإيران 99 ألف تومان يوم الخميس 18 سبتمبر الجاري. وبعد يوم واحد من عدم اعتماد مشروع قرار كوريا الجنوبية بشأن تعليق إعادة فرض العقوبات، وصل سعر الدولار، يوم السبت الماضي 20 سبتمبر، إلى نحو 104 آلاف تومان.
وبعد يوم واحد من فشل اعتماد مشروع القرار المقترح من الصين وروسيا في مجلس الأمن لوقف تفعيل "آلية الزناد" لمدة 6 أشهر ضد إيران، تجاوز سعر الدولار في سوق طهران أيضًا 113 ألف تومان، يوم السبت 27 سبتمبر.
وبهذا، ارتفع سعر الدولار في سوق طهران الحرة بنحو 15 ألف تومان خلال نحو أسبوع واحد.
وفي يوليو (تموز) 2024، شجّع التيار الإصلاحي المواطنين الإيرانيين على المشاركة في الانتخابات والتصويت لصالح بزشکیان "لإبعاد شبح العقوبات والحرب عن إيران، في حال فوز المرشح الأصولي، سعيد جليلي، في انتخابات الرئاسة".
ورشح بزشکیان نفسه للانتخابات منتقدًا ما يسميه التيار "المتشدّد"، وواعدًا برفع العقوبات وإعادة إحياء الاتفاق النووي.
ومع أنه الآن يؤكد ضرورة المقاومة في مواجهة الغرب، إلا أن مواقفه كانت مختلفة، حينما كان الإصلاحيون ما زالوا يعلقون آمالاً على المفاوضات.
وقبل نحو 40 يومًا، وتحديدًا في 10 أغسطس (آب) الماضي، وفي انتقاد منه لمعارضي المفاوضات، قال بزشکیان مخاطبًا من يرفض الحوار: "لا أظن أننا سنصل إلى نتيجة بالخصام. ألا تريد أن تتكلم؟ ألا تريد التفاوض؟ ماذا تريد أن تفعل إذًا؟ أن تحارب؟!".

