قال خبير العلاقات الأميركية الإيرانية، سينا عزودي، في حديثه على بودكاست "عين على إيران"، إن إيران يمكنها إعادة بناء المنشآت النووية التي يتم استهدافها في الهجمات الجوية، ما قد يؤخر- ولكن لا يقضي في النهاية- على البرنامج النووي المثير للجدل في طهران.
وأضاف عزودي أن إيران يمكنها استعادة قدراتها في غضون ستة إلى اثني عشر شهرًا بعد أي ضربة، مستشهدًا بتقديرات متاحة للعامة والتي قال إنها قد تقوض المبررات الأساسية لهجوم يهدف إلى القضاء على البرنامج.
وقال عزودي، المحاضر في كلية إليوت للشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن: "بمجرد أن تتعلم كيفية صناعة سيارة، لا يهم كم مرة تتعرض لحوادث. يمكنك دائمًا إعادة بنائها".
وأضاف: "إذا كان أي شخص يفكر في الحل العسكري، فعليه أن يضع ذلك في اعتباره".
هذا وتنفي إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي، لكن الولايات المتحدة تعتقد أن زيادة طهران لمستويات التخصيب إلى نسبة قريبة من درجة الأسلحة يعني أنها تسعى للحصول على هذه القدرة.
ووفقًا لتقرير استخباراتي صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، تقدر الولايات المتحدة أن إيران يمكنها صنع سلاح نووي بسرعة إذا قررت ذلك، مع الإشارة إلى عدم وجود مؤشرات حتى الآن على أنها تصنع قنبلة.
وجدير بالذكر أن الوقت قد ينفد للتوصل إلى حل سلمي للأزمة النووية.
ونقلت صحيفتا "وول ستريت جورنال" و"واشنطن بوست" الأسبوع الماضي عن تقارير استخباراتية أميركية من الشهر الماضي أن إسرائيل رأت فرصة لهجوم على المنشآت النووية الإيرانية في النصف الأول من هذا العام.
وسعت تل أبيب مرارًا إلى عرقلة التقدم النووي الإيراني من خلال التخريب والاغتيالات، لكن عزودي قال إن البرنامج النووي الإيراني لم يتأخر بشكل كبير.
وأضاف: "في المرة السابقة، عندما قام الإسرائيليون بتخريب خط التجميع في نطنز، قيل لنا إن البرنامج النووي الإيراني تأخر لمدة ستة أشهر. لكننا رأينا أنه في غضون ثلاثة أو أربعة أسابيع، بدأ الإيرانيون في التخصيب بنسبة 60 في المائة بنفس المصنع".
وقد حظر المرشد الإيراني علي خامنئي تطوير أسلحة نووية، لكن مستشارًا كبيرًا قال العام الماضي إن تهديدًا وجوديًا قد يدفع إلى إعادة النظر في هذا الحظر.
وقال عزودي إن أي هجوم قد يدفع طهران نحو سباق لامتلاك القنبلة لضمان بقائها.
وأضاف: "إذا كنت ستقوم بمهاجمة ذلك البرنامج ولا يمكنك تدميره بالكامل، فأنت تمنح الإيرانيين حافزًا أكبر للسعي نحو السلاح النهائي للدفاع، ما يعني أنك ستحتاج إلى شن حملة جوية كل بضعة أشهر للتأكد من أن إيران لا تصل إلى هذه النقطة".
وأشار أيضًا إلى أن الهجمات على أعداء إسرائيل في المراحل الأولى من سعيهم لتطوير التكنولوجيا النووية قد لا توفر مقارنة مفيدة مع أي هجوم على إيران، حيث كانت تلك الجهود مركزية وفي مراحلها الأولى.
وقال: "كانت الهجمات ضد العراق وسوريا ناجحة لأن برامجهم النووية لم تكن موزعة. لقد كانت في المراحل الأولية من رحلتهم النووية".
وأضاف: "لكن في الحالة الإيرانية، تم تجاوز تلك المرحلة منذ وقت طويل".