أعلن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، أن القوات المسلحة الإيرانية ستنفذ هجومها الثالث، المعروف باسم "الوعد الصادق-3"، على الأراضي الإسرائيلية "في الوقت المناسب".
وقال فدوي، يوم الاثنين 17 فبراير (شباط): "سيتم تنفيذ الوعد الصادق-3 في وقته. لقد عملنا بشكل صحيح ومقبول لمدة 46 عامًا، وسنواصل العمل بشكل صحيح في المستقبل أيضًا".
وأضاف: "في كل مكان ذهبنا فيه لأداء مهمة، نجحنا بعون الله، وإذا لم ننجح في أمر ما، فهذا يعني أننا لم نقم بالمحاولة".
يأتي هذا التأكيد من قبل القائد رفيع المستوى في الحرس الثوري في وقت يقول فيه المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون إن إيران تواجه الآن أضعف موقف لها بعد التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط.
من جانبه قال المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم الاثنين 17 فبراير، إن طهران مستعدة تمامًا لمواجهة أي "تهديدات خطيرة على أعلى مستوى".
وأضاف خلال خطاب علني: "اليوم لا نشعر بأي قلق أو مشكلة فيما يتعلق بالدفاع عن أنفسنا ضد التهديدات الخطيرة من العدو".
يشار إلى أن الصراع في غزة، الذي بدأ بهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أعطى إسرائيل اليد العليا من خلال شن هجمات متعددة ضد الجماعات المسلحة المدعومة من طهران، وأيضًا مواقع داخل إيران.
وقال فدوي إن إيران كانت في حالة حرب منذ فبراير (شباط) 1979 وحتى اليوم، "ولم ينتهِ يوم واحد من حربهم الخبيثة ضدنا".
وأضاف: "قد تتغير طريقة تحركاتهم، لكن لم يمضِ يوم دون أن يكون هناك صراع. من هو العدو أمامنا؟ الشيطان الأكبر أميركا وأولئك الذين يقاتلوننا معها".
يذكر أن مسؤولي النظام الإيراني يصفون الولايات المتحدة بأنها "الشيطان الأكبر"، استنادًا إلى تصريحات روح الله الخميني.
ولم يقدم فدوي أي تفاصيل حول الهجوم الثالث المحتمل للحرس الثوري ضد إسرائيل.
وجاءت تصريحاته بعد يوم واحد فقط من وقوف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إسرائيل، والتحدث عن كبح إيران واحتواء برنامجها النووي.
وأكد خامنئي أن استعداد طهران لمواجهة أي تهديد عسكري في "أعلى مستوى".
وقال نتنياهو إن إسرائيل قد وجهت ضربة كبيرة لإيران منذ بداية الحرب على غزة، وبفضل دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لا شك لدي في أننا سنتمكن من إنهاء الأمر".
في مساء 13 أبريل (نيسان) الماضي، شنت إيران هجومًا على إسرائيل بأكثر من 300 صاروخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة. كان هذا أول هجوم مباشر لإيران على الأراضي الإسرائيلية.
بعد ستة أشهر، وفي عصر الثلاثاء 1 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلن الحرس الثوري في بيان أنه استهدف "أهدافًا عسكرية وأمنية مهمة" في "قلب" إسرائيل باستخدام العشرات من الصواريخ الباليستية.
وأشار الحرس الثوري إلى العمليات الإسرائيلية في غزة ولبنان، واغتيال إسماعيل هنية في طهران، ومقتل حسن نصر الله وعباس نيلفورشان في الضاحية الجنوبية لبيروت، قائلاً إن الهجوم الصاروخي على إسرائيل جاء "بعد فترة من ضبط النفس تجاه انتهاكات سيادة إيران".
وردت إسرائيل بعد خمسة أيام فقط من الهجوم الأول لإيران، لكن في المرة الثانية، أدت عدة عوامل إلى تأخير رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الثاني للحرس الثوري على إسرائيل.
واستغرق رد إسرائيل على هذا الهجوم حوالي 25 يومًا. ومن بين العوامل المؤثرة في هذا التأخير، المفاوضات بين إسرائيل وإدارة جو بايدن، ودخول نظام الدفاع الجوي الأميركي إلى المنطقة، والعطلات اليهودية.
لماذا هاجمت إسرائيل أهدافًا في إيران؟
قبل هذه الهجمات المباشرة، ظلت إيران وإسرائيل لعقود في حالة ما يُعرف بـ"الحرب في الظل".
واستخدمت طهران شبكة من الحلفاء، مثل حماس وحزب الله، لمهاجمة مصالح إسرائيل، بينما قامت إسرائيل باغتيال كبار المسؤولين في إيران والعلماء النوويين وشن هجمات إلكترونية ضد إيران.