قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا مستعدة لمساعدة سوريا في مكافحة الإرهاب ومنع البلاد من أن تصبح منصة انطلاق للميليشيات المدعومة من إيران.
وكان ماكرون يتحدث في مؤتمر بباريس جمع القوى الإقليمية والغربية لمناقشة انتقال سوريا بعد الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول).
وأضاف ماكرون: "الأولوية هي ضمان ألا تصبح سوريا منصة لوجستية للميليشيات المرتبطة بإيران، التي تتبع أجندة لتقويض استقرار المنطقة".
وقد ترأس وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني وفدًا في أول زيارة رسمية لسوريا إلى الاتحاد الأوروبي منذ سقوط الأسد، حليف إيران الرئيسي في المنطقة.
وقال ماكرون مخاطبًا الشيباني: "لقد عانى جيرانكم لفترة طويلة من عواقب سوريا غير المستقرة والمهددة".
جدير بالذكر أن إيران سعت إلى توسيع وتعميق نفوذها في سوريا خلال الحرب الأهلية الدموية في البلاد، حيث دعمت جيش الأسد وحشدت مجموعات ساعدت في تأمين الأراضي الرئيسية بدعم جوي من روسيا.
واستخدمت طهران سوريا كمركز استراتيجي لتمرير قوتها عبر المنطقة، حيث زودت حزب الله في لبنان بالأسلحة وحافظت على موطئ قدم قرب حدود إسرائيل. وقد أدى سقوط الأسد في ديسمبر إلى إضعاف كبير لإيران.
وقد حث ماكرون القيادة السورية الجديدة على التفكير في الشراكة مع التحالف الدولي الذي يتخذ من العراق مقرًا له في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) للحفاظ على الاستقرار خلال فترة الانتقال.
وأضاف ماكرون: "يجب أن تظل مكافحة داعش وجميع الجماعات الإرهابية أولوية مطلقة"، مشيرًا إلى أن عملية "العزم الراسخ" التي تقودها الولايات المتحدة في العراق يمكن أن تكون نموذجًا للتعاون المستقبلي.
حضر الاجتماع وزراء من السعودية وتركيا ولبنان. بينما أرسلت معظم القوى الغربية ممثلين رفيعي المستوى، وكانت الولايات المتحدة ممثلة بحضور دبلوماسي منخفض المستوى.
يذكر أن الهدف من الاجتماع كان تنسيق الجهود لحماية سيادة وأمن سوريا، بينما تم تعبئة المساعدات والدعم الاقتصادي من أجل استعادة البلاد.
وفي ختام كلمته، قال ماكرون: "إذا قررت سوريا التعاون، فإن فرنسا لن تنظر إلى ذلك فقط بتفاؤل ولكن بالتزام كامل. نحن مستعدون للقتال ضد هذه الجماعات الإرهابية جنبًا إلى جنب معكم، وربما أكثر، فلنبدأ".