نشرت بعض وسائل الإعلام المحلية في إيران المقربة من النظام تقارير كاذبة حول "شروط دونالد ترامب للتفاوض"، وذلك بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصف مواقع النظام الإيراني وتأكيد علي خامنئي على التخلي عن خيار التفاوض.
وفي إحدى الحالات، نقل موقع "خبر فوری" اليوم الاثنين 10 فبراير (شباط)، عن خبر مزيف من صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن "ضم الجزر الإيرانية الثلاث إلى الإمارات العربية المتحدة" كان من بين الشروط الرئيسية لترامب للتفاوض مع إيران.
وبعد ساعات، أكدت بعض وسائل الإعلام الأخرى في إيران أن مثل هذا الخبر لم يُنشر مطلقًا في هذه الصحيفة الأميركية.
وأشارت صحيفة "آرمان ملی" إلى شروط سبعة، من بينها "إشراف أميركا على جميع الأنشطة النووية السلمية في إيران".
كما ذكرت الصحيفة أنه بناءً على هذه الشروط، يجب "الإفراج عن جميع السجناء الأميركيين والأوروبيين دون قيد أو شرط"، ويجب أن يتم "تفكيك أو إخضاع جميع مراكز البحث والتطوير الفضائي وتكنولوجيا الأقمار الصناعية في إيران للإشراف الكامل من قبل الولايات المتحدة".
يذكر أن أيا من هذه الشروط لم يتم ذكرها في تعليمات ترامب التنفيذية بشأن "الضغط الأقصى"، وجميعها مختلقة.
وتبدو هذه الأكاذيب جزءًا من حملة منظمة تهدف إلى السيطرة على الرأي العام وتبرير قرار خامنئي وإضفاء شرعية عليه، وتقليل مستوى الكراهية الشعبية له، وسط الارتفاع الكبير في الأسعار والانخفاض غير المسبوق في قيمة العملة المحلية.
وفي 4 فبراير، وقّع ترامب تعليمات تنفيذية "شديدة الصرامة" لاستئناف سياسة الضغط الأقصى ضد إيران، ومنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، وتصفير صادراتها النفطية. وأعلن أن طهران لم يعد بإمكانها بيع النفط لأي دولة.
وقبل يومين، كرر خامنئي خلال لقاء مع قادة وضباط القوات الجوية للجيش الإيراني معارضته للتفاوض مع أميركا، وقال: "مثل هذه المفاوضات لا تأثير لها في حل مشاكل البلاد"، و"التفاوض ليس عقلانيًا ولا حكيمًا ولا شريفًا".
وفي المقابل، أعرب ترامب دون التطرق للتفاصيل عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع إيران، وقال إنه إذا تم التوصل إلى هذا الاتفاق، فإن إسرائيل لن تقصف إيران.
هذا ولم تحظ تصريحات خامنئي الصريحة بشأن التخلي عن المفاوضات بترحيب من قبل بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدين للنظام، كما أثارت بعض التحفظات من جانب عدد من المسؤولين في النظام الإيراني.
وأشار رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، إلى هذا الموضوع قائلاً: "أتوقع وأطلب من رئيس الجمهورية أن ينفذ هو وزملاؤه في الحكومة تعليمات سماحة المرشد".
وأضاف: "مع ذلك، يجب أن لا ينشأ انقسام بين مؤيدي ومعارضي التفاوض في البلاد".