مسؤول إيراني: طهران تشهد أطول دورة جفاف منذ 60 عاما وانخفاض مخزون المياه بسدودها إلى النصف

Saturday, 12/06/2025

قال مسؤول بقطاع المياه الإيراني إن مخزون مياه الشرب في السدود الخمسة الرئيسة في طهران تراجع إلى نحو 170 مليون متر مكعب، أي ما يعادل نصف المستوى المسجّل في الفترة نفسها من العام الماضي.

وصرّح نائب مدير شركة المياه الإقليمية في طهران، راما حبیبي، لوكالة "إيسنا"، بأن العاصمة الإيرانية تشهد أطول دورة جفاف متواصل منذ ستة عقود.

وقال: "للمرة الأولى منذ 60 عامًا، نواجه خمس سنوات متتالية من الجفاف".

وأضاف حبیبي أن معدلات الهطول منذ بداية العام المائي الحالي في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) الماضي كانت "متدنية للغاية". فبينما سجّلت طهران 48 ميلليمترًا من الأمطار في الفترة نفسها العام الماضي، لم تتجاوز الكمية هذا العام 1.9 ميلليمتر.

وتابع: "نحن نواجه انخفاضًا بنسبة 96 في المائة في الهطول مقارنة بالعام الماضي"، مشيرًا إلى أن المعدلات طويلة الأمد تظهر أيضًا تراجعًا يقارب 98 في المائة.

الجفاف يعيد تشكيل إدارة السدود

دفع الجفاف الممتد منسوب الخزانات في مختلف أنحاء إيران إلى مستويات تاريخية متدنية؛ حيث توقف سد كرخه الكهرومائي الأسبوع الماضي عن إنتاج الكهرباء؛ بسبب انخفاض منسوب المياه في مخزونه.

وقال مسؤولون إن حوض السد عانى منذ سنوات بسبب الجفاف، ولم يعد الماء يتدفق إلا عبر المخارج السفلى لتلبية احتياجات المناطق الواقعة في اتجاه مجرى النهر.

ويُعدّ سد كرخه، أحد أكبر السدود في المنطقة، واحدًا من بين العديد من المنشآت التي تواجه نقصًا حادًا في المياه. وتشير وسائل إعلام محلية إلى أن الخزانات المغذية لسدود كرج ولتيان في طهران شهدت انخفاضًا حادًا، فيما تعاني مدن، مثل مشهد وكرمان ويزد، انهيار طبقات المياه الجوفية، وصولاً إلى تطبيق تقنين مائي في بعض الحالات.

وقال حبیبي إنه في السنوات الماضية كانت معدلات الأمطار تعود لطبيعتها بعد فترات قصيرة من الجفاف، لكن الجفاف الحالي الممتد يعني أن "كميات المياه الخارجة من السدود تفوق الداخلة إليها"، ما يدفع المخزون إلى مستويات وصفها بأنها مقلقة للغاية. وتشير البيانات طويلة الأمد إلى متوسط تخزين يبلغ نحو 509 ملايين متر مكعب، ما يجعل المستوى الحالي يقارب ثلث هذا الرقم فقط.

تحذيرات من ضغوط أوسع نطاقًا

حذرت السلطات المحلية في عدة محافظات من أن تراجع الاحتياطيات قد يؤدي إلى اضطرابات أكبر، إذا استمرت الظروف الجافة. ففي مشهد، تم فرض التقنين الكامل، بينما تشير تقارير من كرمان إلى أراضٍ زراعية مهجورة بسبب استنزاف المياه الجوفية. وعلى مستوى البلاد، انخفض معدل الهطول إلى نحو 18 في المائة من مستوياته الطبيعية، فيما سجّلت 20 محافظة غيابًا تامًا للأمطار خلال الأسابيع الأخيرة.

ويقول خبراء المياه، الذين نقلت وسائل إعلام محلية تصريحاتهم، إنه إذا استمر هذا النمط المناخي، فقد تواجه أجزاء واسعة من طهران عدم استقرار حادًا في إمدادات المياه خلال العقد المقبل.

مزيد من الأخبار